أخفق برلمان كوسوفو امس، للمرة الثانية منذ انتخابه قبل نحو شهرين، في اختيار زعيم "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" ابراهيم روغوفا رئيساً للاقليم بعدما حصل على 50 صوتاً 47 نائباً لحزبه وثلاثة من الاقليات من بين 120 عضواً في البرلمان. وجاء هذا الاخفاق نتيجة معارضة حزبين ألبانيين هما "الحزب الديموقراطي لكوسوفو" برئاسة هاشم ثاتشي و"التحالف من اجل مستقبل كوسوفو" بقيادة راموش خير الدين لانتخاب روغوفا الذي قاد مقاومة سلبية للحكم الصربي على مدى عقد قبل اندلاع الحرب في الاقليم عام 1999، فيما قرر الصرب 22 نائباً التصويت بأوراق بيضاء. ويصر الألبان المعارضون لروغوفا على الحصول على رئاسة الحكومة كشرط للقبول بانتخابه، فيما يطالب الصرب الرئىس بعدم اثارة مسألة استقلال الاقليم لمنحه اصواتهم التي تعتبر حاسمة في الصراع القائم بين الاطراف الالبانية. ونقل تلفزيون بلغراد عن نائب رئىس الحكومة الصربية المكلف ملف كوسوفو نيبويشا تشوفيتش ان الصرب "ليسوا مذنبين في الازمة القائمة في الاقليم لأنهم لا يريدون اكثر من تأكيد الالتزام الكامل بقرار مجلس الامن" الذي يعتبر كوسوفو اقليماً متمتعاً بحكم ذاتي واسع في اطار جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية. ورأت الناطقة باسم الادارة الدولية لكوسوفو سوزانا مانويل، ان انتخاب رئىس للاقليم "قد لا يتحقق في المستقبل المنظور" نظراً الى الخلافات الشديدة بين الفئات السياسية الممثلة في البرلمان وعدم وجود طرف حاصل على الغالبية المطلقة. وإشارت الى ان هذه المشكلة الدستورية "ليست في مصلحة استقرار الاقليم" الذي يسعى المجتمع الدولي الى تحقيقه. ومعلوم ان روغوفا مسلم متزوج من كاثوليكية وحاصل على الدكتوراه في الأدب الالباني قاد قضية ألبان كوسوفو منذ 12 عاماً بأسلوب وصف بالاعتدال وانتخبه الألبان من طرف واحد مرتين 1992 و1998 رئىساً للاقليم، لكن تأثيره، خصوصاً في المجال الدولي، تراجع منذ 1999 بعد بروز "جيش تحرير كوسوفو" بزعامة هاشم ثاتشي وراموش خير الدين، ومعارضة روغوفا للعنف الذي مارسه هذا التنظيم الذي كان مدعوماً من الولاياتالمتحدة. ويسبب الفشل في اختيار رئىس خيبة أمل للمسؤولين الغربيين الذي يحضون الزعماء المنتخبين حديثاً في كوسوفو على اظهار استعدادهم لتحمل تحدي ادارة الاقليم بعد الانتخابات التاريخية العام الماضي.