توفي رئيس كوسوفو ابراهيم روغوفا عن 62 عاماً، أمس في العاصمة، بريشتينا، بعد معاناة من مرض سرطان الرئة. ووصف بيان النعي الذي تلاه مدير مكتبه محمد حميدي في بريشتينا، ان روغوفا"رمز حملة أبناء الشعب الالباني في كوسوفو من أجل الاستقلال الكامل عن صربيا". وجاءت وفاته قبل أيام قليلة من بدء مفاوضات الوضع النهائي لكوسوفو، باشراف ممثل الاممالمتحدة مارتي اهتيساري الاربعاء المقبل في العاصمة النمسوية فيينا. وكان يفترض ان يكون روغوفا على رأس وفد ألبان كوسوفو خلال هذه المفاوضات التي يسعى الالبان ان تحقق مطلبهم باستقلال الاقليم. ويخضع اقليم كوسوفو البالغة مساحته 10887 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانه نحو مليوني نسمة، يشكل الالبان حالياً نحو 90 في المئة منهم، منذ حزيران يونيو 1999 لاشراف مدني وعسكري دولي، بعدما تمكنت حملة قصف شنها حلف شمال الاطلسي من ارغام القوات الصربية على مغادرة الاقليم. وكان روغوفا، وهو من عائلة عريقة تسكن وسط كوسوفو وعرفت بدفاعها عن استقلال الاقليم، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في كوسوفو، ثم انتقل الى جامعة السوربون في فرنسا حيث حصل على الدكتوراه في التاريخ والأدب الالباني، وعمل استاذاً في جامعة بريشتينا كوسوفو وترأس اتحاد الادباء الالبان في الاقليم. وهو متزوج من البانية مسيحية كاثوليكية، وقام بزيارات عدة مع زوجته واولاده الثلاثة الى الفاتيكان. وبدأت مقاومته السلبية للهيمنة الصربية على كوسوفو العام 1989 عندما لاح انهيار يوغوسلافيا السابقة، اذ شكّل حزباً يدعم استقلال الاقليم باسم"رابطة كوسوفو الديموقراطية". ونظّم حزبه استفتاء ألبانياً من جانب واحد لتقرير مصير كوسوفو، العام 1991، اسفر عن تأييد الغالبية السكانية الالبانية للاستقلال وانتخاب روغوفا رئيساً للاقليم، باسم رئيس جمهورية كوسوفو، لكن بلغراد لم تعترف بالاستفتاء والانتخاب واستمر الصراع مع صربيا التي كان يقودها الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش. وتعرضت حياة روغوفا الى الخطر اثناء عمليات القصف التي شنها حلف شمال الاطلسي ضد يوغوسلافيا العام 1999، مما دعا جهات انسانية ودينية ايطالية الى التوسط لاخراجه من كوسوفو ونقله الى ايطاليا. وبعد انتخاب اول برلمان رسمي لكوسوفو في ظل الاشراف الدولي مطلع العام 2002، جاء حزب روغوفا"رابطة كوسوفو الديموقراطية"متقدماً على الاحزاب الاخرى الالبانية، وانتخب روغوفا في آذار مارس 2002 رئيساً لكوسوفو واحتفظ بالمنصب حتى وفاته. وتولى رئاسة كوسوفو بصورة موقتة منذ امس، بحسب دستور الاقليم، رئيس البرلمان نيجات داتسي، ريثما ينتخب نواب البرلمان رئيساً جديداً خلفاً للراحل الذي لا يوجد خليفة واضح له داخل حزبه"رابطة كوسوفو الديموقراطية"يتحلى بصفات الاعتدال السياسي والبعد الدائم من العنف والسمعة الطيبة الواسعة محلياً ودولياً التي كان يتمتع بها روغوفا. ودعا رئيس الادارة الدولية لكوسوفو سورين يسين بيترسون زعماء ألبان كوسوفو الى اجتماع عاجل معه امس، للتعاون في احلال الهدوء والانتقال بسلام بالاقليم الى مرحلة ما بعد روغوفا. في هلسنكي أ ف ب، أعلنت الناطقة باسم الموفد الخاص للأمم المتحدة الى كوسوفو مارتي اهتيساري أن اول محادثات مباشرة حول مستقبل هذا الاقليم، والتي كانت مقررة الاسبوع المقبل، تأجلت بسبب وفاة روغوفا. وقالت هوا كيانغ:"تم تأجيل ذلك اللقاء موقتاً حتى مطلع شباط فبراير، ولم نحدد موعداً. ويجب ان نتحدث مع الطرفين". وكان من المقرر ان يشارك في اللقاء الذي كان سيعقد في فيينا روغوفا ومفاوضون من الألبان ومسؤولون صرب من بلغراد.