} أكدت بلغراد أنها تفضل فوز الزعيم السياسي الألباني ابراهيم روغوفا على "المتمرد الانفصالي" هاشم تاتشي. واعتبرت أن رئيس الإدارة المدنية الدولية برنار كوشنير أدرك خطأه بالإسراع في إجراء الانتخابات المحلية في كوسوفو، فأخذ يبحث عن حل للتجمعات الصربية في الإقليم، فيما أعلن الزعيم السياسي الصربي فوك دراشكوفيتش معارضته لاستقلال الجبل الأسود وكوسوفو، مهما كانت "الذرائع" لذلك. أعلن رئيس "حركة التجديد الصربية" فوك دراشكوفيتش أن موقف حزبه المشارك في الحكومة الصربية الموقتة الحالية "يعارض استقلال الجبل الأسود وإقليم كوسوفو". وقال في تصريح خاص ل"الحياة" أمس انه يوجد ارتباط وثيق بين الجبل الأسود وكوسوفو بالنسبة الى صربيا إذ "لو انفصل أحدهما، فإن الآخر سيلحق به لا محالة، وهو ما قد يؤدي الى زوال الاتحاد اليوغوسلافي وانتهاء الثقل الصربي في منطقة البلقان". واتهم الولاياتالمتحدة بالانحياز الى الانفصاليين الألبان إذ "إن مواقفها تجاه قضية كوسوفو أظهرت حتى الآن أنها ترتأي استقلال الإقليم على أساس أن تلك هي رغبة غالبية سكانه". وأضاف أن واشنطن "التزمت الصمت عما أصاب الصرب من تطهير عرقي في كوسوفو، كي تتعزز سيطرة الألبان على المنطقة". ووصف الانتخابات المحلية التي جرت أول من أمس في كوسوفو بأنها "ممارسة غير شرعية لأنها تتعارض مع قرار مجلس الأمن 1244 الذي يؤكد ان توفير الأمن لجميع سكان الإقليم الذي هو جزء من أراضي يوغوسلافيا، ينبغي أن يسبق أي إجراء لتحقيق الأمور المتعلقة بالحكم الذاتي ومنها الانتخابات". وفي شأن موقف حزبه من منطقة السنجاق المقسمة بين صربيا والجبل الأسود والتي غالبية سكانها من المسلمين البوشناق، قال دراشكوفيتش: "ندعوهم الى فتح اوراقهم بصراحة ووضوح، لكي يعلم الوضع الحكم الجديد في صربيا ويوغوسلافيا ماذا يريدون، وحين ذاك يمكن مناقشة أمورهم، والاعتراف بما لا يتعارض مع وجودهم كمواطنين في جمهوريتي صربيا والجبل الأسود". روغوفا أو تاتشي؟ ومن جهة أخرى، وصف تلفزيون بلغراد تقدم "الرابطة الديموقراطية لكوسوفو" بزعامة السياسي المدني ابراهيم روغوفا في الانتخابات المحلية في كوسوفو بأنه "تصويت الألبان الى جانب الاعتدال والتعقل والحل الواقعي لقضية كوسوفو بالتعاون مع القيادة الجديدة في صربيا ويوغوسلافيا". وأكد التلفزيون ان حكومة بلغراد "مستعدة لإجراء محادثات مع روغوفا في شأن تطبيق الحل الدولي لقضية الإقليم والتي وردت في قرار مجلس الأمن 1244 في شأن توفير الحكم الذاتي لجميع سكانه في إطار الاتحاد اليوغوسلافي". ووصف التلفزيون خسارة حزب هاشم تاتشي على رغم تهديداته للمعتدلين من الألبان، بأنها خذلان المتمردين الذين آثروا سفك الدماء والتعاون مع المعتدين على يوغوسلافيا". وكانت منظمة الأمن والتعاون الأوروبية أعلنت بعد ظهر أمس، أنه بعد فرز 70 في المئة من أصوات الناخبين، فإن مؤيدي روغوفا حصلوا على 59 في المئة من الأصوات في مقابل 24 في المئة لأنصار تاتشي. وأشارت المنظمة التي أشرفت على الانتخابات الى أن النتائج الرسمية النهائية ستعلن نهاية الأسبوع الجاري. ومن جهة أخرى، نقل تلفزيون بلغراد عن رئيس الإدارة المدنية الدولية برنار كوشنير أنه "ينظر في مسألة إجراء انتخابات محلية جديدة خاصة بمناطق التجمعات الصربية التي قاطعت الانتخابات". ووصف التلفزيون ذلك بأنه "دليل على أن كوشنير أحس بخطأه الذي واجهه المجتمع الدولي بانتقاد واسع". وأشار التلفزيون الى أن كوشنير نقض وعده للزعيم الديني - السياسي الصربي في كوسوفو المطران ارتيميا "بتخصيص 10 في المئة من بلديات الإقليم، لإدارة السكان الصرب حين أجرى الانتخابات من دون مراعاة مصلحة الصرب".