شهد جنوبافغانستان معارك تعتبر الاعنف منذ سقوط نظام"طالبان"نهاية العام 2001، وتزامنت مع تفجير انتحاري سيارة مفخخة في غرب البلاد، ما اسفر عن مئة قتيل بينهم ضابطان، كندية واميركي، وأكثر من 65 من مقاتلي حركة"طالبان"، اضافة الى 13 عنصراً من القوات الافغانية. جاء ذلك عشية تولي حلف شمال الاطلسي الناتو المهمات العسكرية في الجنوب الافغاني، بدل قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة. وقال يوسف ستانيزاي، الناطق باسم وزارة الداخلية الافغانية ان 13 شرطياً قتلوا وجرح 7 بتبادل للنار في منطقة قلعة موسى في ولاية هلمند، خلال حملة نفذتها الشرطة اثر تلقيها معلومات عن مخبأ لمسلحي"طالبان"في المنطقة. وأسفرت المعركة ايضاً عن مقتل نحو 40 من مقاتلي"طالبان، واعتقال 5 آخرين حاولوا الفرار في سيارة رباعية الدفع. تلت ذلك عمليات تمشيط ومواجهات استمرت تسع ساعات، وأسفرت عن مقتل خمسة مسلحين آخرين، فيما لا يزال شرطيان مفقودين. ووصف أمير محمد اخون زادة، نائب حاكم ولاية هلمند، هجوم"طالبان"بأنه"الأكبر حجماً"في المنطقة منذ سقوط نظام الحركة، واستهدف مكاتب حكومية ومراكز للشرطة، وتسبب في اندلاع حرائق في متاجر. وأكد زادة مشاركة مئات من مقاتلي"طالبان"في الهجوم،"فيما لم تساند القوات البريطانية التي تتولى مسؤولية الامن في هلمند او أي قوات اجنبية، العسكريين الأفغان". في المقابل، أعلن قارئ محمد يوسف، الناطق باسم"طالبان"، ان 30 شرطياً قتلوا في المعركة، مؤكداً ان مقاتلي الحركة سيطروا على المنطقة قبل ان ينسحبوا منها. وفي ولاية قندهار المجاورة، خاض الجيش الافغاني بمساندة القوات الكندية معركة ضد مقاتلي"طالبان"استمرت طيلة ليل الاربعاء - الخميس، وشهدت مقتل الكابتن الكندية نيكولا غودارد حين تعرضت وحدتها الى طلقات رشاشات وقذائف صاروخية، ما جعلها العسكرية الكندية الاولى التي تقتل منذ الحرب العالمية الثانية، والضحية ال16 لقوات بلادها منذ وصولها الى افغانستان، علماً ان ديبلوماسياً كندياً انضم الى لائحة القتلى ايضاً. وحدد الكومندان الكندي كانتان اينيس، الناطق باسم التحالف، الحصيلة الأولية للمعركة ب18 قتيلاً من"طالبان"واعتقال 35 آخرين. وأوضح ان قوات التحالف نفذت الهجوم بعدما ابلغها قرويون باختباء افراد من الحركة في أحد المساجد. وصرح اينيس بأن العمليات التي تدعمها مروحيات بريطانية وأسلحة ثقيلة كندية تواصلت في محيط منطقة بانغواي غرب قندهار، علماً ان الناطق باسم وزارة الداخلية قال:"تطبق قواتنا بالتعاون مع التحالف سياسة هجومية تمنع طالبان من ان تنتعش". وتزامن مقتل الكندية مع قرار حكومتها سحب قواتها من افغانستان بحلول شباط فبراير 2007، لكن البرلمان صوت الاربعاء الماضي لمصلحة تمديد مهمتها حتى 2009. في الوقت ذاته، قتلت قوات التحالف سبعة من عناصر"طالبان"في عملية نفذتها شمال قندهار، وفجر انتحاري نفسه قرب موقع للجيش الافغاني في ولاية غزني جنوب، ما أسفر عن مقتل مدني، علماً ان السيارة انفجرت قبل ان ينجح الانتحاري في صدم قافلة للجيش. ورجحت مصادر مقتل 15-20 شخصاً في غارة جوية. وفي ولاية هيرات غرب، قتل أميركي يعمل مستشاراً في مكافحة المخدرات لحساب وزارة الخارجية ويتولى تدريب رجال شرطة، وجرح جندي لم تحدد جنسيته ومترجم افغاني، بتفجير سيارة مفخخة نفذه انتحاري في منطقة باقي ميلات. الى ذلك، صرح الرئيس الافغاني حميد كارزاي بأن رجال دين ومدرسين في المدارس الدينية الباكستانية يحرضون طلابهم على التوجه الى افغانستان لمهاجمة المدارس والعيادات الطبية.