عادت أزمة الطاقة إلى الظهور مجدداً في العراق، ولكن بصورة اكثر حدة، بعد تحسن طفيف طرأ على تزود المواطنين بالبنزين من المحطات الشهر الماضي، وكادت"طوابير"السائقين ان تختفي، ما جعل المواطنين يتفاءلون خيراً بقرب انفراج الأزمات الأخرى، التي تطحن حياة المواطن اليومية، وتستنزف معظم موارده المالية. وحذر مواطن وقف اكثر من ثلاث ساعات مع سيارته في طابور طويل عند محطة"الحرية"في منطقة الجادرية، من تفاقم هذه الأزمة، التي تتزامن مع قرب تشكيل الحكومة الجديدة، مشيراً إلى ان غياب الكهرباء وندرة الوقود على النحو الحالي، ونحن عند بداية شهر الصيف الحار جداً،"رسما صورة قاتمة لأيام صعبة". وكان الناطق باسم وزارة النفط العراقية نفى لدى تطرقه إلى تفاقم أزمة الوقود، وجود أية زيادة جديدة في أسعار البنزين، محذراً في الوقت نفسه المخالفين من محطات التعبئة، بفرض عقوبات عليهم. واتهم بعض"ضعاف النفوس"بإطلاق إشاعات كاذبة في شأن رفع سعر ليتر البنزين إلى 400 دينار، وهو ما دفع إلى عودة طوابير السيارات إلى الوقوف عند محطات التعبئة ساعات عدة. وعلى صعيد متصل، شهدت بغداد ومدن أخرى حالة انقطاع شبه تام للتيار الكهربائي، اثر توقف إحدى محطات انتاج الطاقة الرئيسية عن العمل، مع ان التزود بالتيار لا يتعدى الساعة الواحدة كل ست ساعات، وعلى مدى فترة طويلة. وهيمنت أزمة الطاقة المتفاقمة، على الحياة العامة للمواطنين خصوصاً في القطاعات الاقتصادية والخدمات، وزادت من مصاعبهم، فيما تشهد سوق المولدات انتعاشاً غير مسبوق، على رغم ارتفاع أسعار الوقود، حيث لوحظ تحول أسواق كثيرة في مناطق مختلفة من بغداد إلى محال لبيع المولدات، وباتت تهيمن على حركة البيع والشراء.