رفع البنك المركزي الأوروبي كما كان متوقعاً سعر الفائدة على اليورو مقدار ربع نقطة مئوية أمس، من 3.25 في المئة إلى 3.5 في المئة، بهدف "احتواء الضغوط التضخمية على ضوء النمو الاقتصادي القوي في أوروبا". وبذلك، وصلت الفائدة إلى أعلى مستوياتها في خمس سنوات. وفي لندن، أبقى"بنك إنكلترا"المصرف المركزي البريطاني في اجتماعه الدوري أمس سعر الفائدة على الجنيه الإسترليني مستقراً على 5.0 في المئة، كما توقعت له الأسواق سابقاً. وفي كلمته التي تلا فيها بيان"مجلس محافظي المصرف المركزي الأوروبي"، أشار رئيس المصرف المركزي الأوروبي، جان كلود تريشيه، إلى ان خطوة رفع سعر الفائدة مقدار ربع نقطة تعكس"وجود أخطار سعرية في المدى المتوسط"، وهي تهدف إلى"إبقاء توقعات التضخم المالي في المدى المتوسط، متناغمة مع معايير استقرار الأسعار التي حددها المجلس". وأكد تريشيه مجدداً ان"السياسة النقدية للمصرف المركزي الأوروبي تستمر ملائمة، وان أسعار الفائدة ما زالت منخفضة نسبياً، ما يجعل نمو الكتلة النقدية والائتمان والسيولة في منطقة اليورو متيناً". وأضاف ان النمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في"منطقة اليورو"في الربع الثالث من العام الحالي بلغ 0.5 في المئة، ما يؤكد ان النشاط الاقتصادي ما زال يتوسع بقوة، علماً ان الطلب المحلي شكل الدافع الرئيس للنمو الاقتصادي في الربع الثالث. وأوضح ان تراجع أسعار النفط الخام العالمي أخيراً ساهم في ارتفاع النمو الاقتصادي العالمي، معززاً الطلب على صادرات الاتحاد الأوروبي. نمو مرتقب للناتج ولفت إلى ان الخبراء يتوقعون تحقيق نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي يتراوح بين 2.5 و2.9 في المئة في العام الحالي، وبين 1.7 في المئة و2.7 في المئة في العام المقبل، وبين 1.8 و2.8 في المئة في 2008. وبخصوص التضخم، أشار تريشيه إلى ان تراجع معدل التضخم العام إلى 1.6 في المئة في تشرين الأول أكتوبر الماضي، وارتفاعه إلى 1.8 في تشرين الثاني نوفمبر، كان بفضل"تراجع أسعار النفط العالمية بدءاً من آب أغسطس الماضي"، وأوضح ان المعدل سيرتفع في بداية العام المقبل إلى 2 في المئة بفعل ارتفاع الضرائب الأوروبية غير المباشرة منها رفع الضريبة على القيمة المضافة في ألمانيا. وفي سوق القطع، تجاوب سعر صرف اليورو مع كلمة تريشيه، فارتفع قليلاً إلى 1.3310 دولار لليورو، لكنه عاد فاستقر على 1.3282 دولار.