تحسن سعر صرف الدولار أمس من أدنى مستويات منذ ثلاثة شهور أمام العملات الرئيسية بعدما أعلنت الحكومة الاميركية تراجع اعداد طلبات اعانات البطالة الاسبوعية. وكان الدولار يراوح قرب مستويات متدنية أمام اليورو والين والاسترليني، قبل صدور بيانات اعانات البطالة، متأثراً بسلسلة من البيانات الضعيفة التي صدرت سابقاً وأشارت الى أن أسعار الفائدة الاميركية قد ترتفع بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً من قبل. أعلنت وزارة العمل الاميركية أمس أن طلبات اعانات البطالة الاسبوعية تراجعت الى 310 الاف طلب في الاسبوع المنتهي في الثالث من تموز يوليو الجاري، من 349 الف طلب في الأسبوع السابق، وهو أدنى مستوى لطلبات اعانات البطالة منذ نحو اربعة أعوام. وقال متعاملون ان هذه البيانات الاخيرة بددت بعض القلق في الاسواق، عقب بيانات البطالة الشهرية التي صدرت الاسبوع الماضي وأظهرت ضعف نمو الوظائف الجديدة في الاقتصاد الاميركي، ما أثر في سعر الدولار، اضافة الى تقرير صدر يوم الثلاثاء الماضي وأظهر نمواً أبطأ لقطاع الخدمات. وكانت البيانات الضعيفة عززت وجهة النظر القائلة ان مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي لن يتعجل برفع الفائدة، ما قلل من جاذبية الودائع الاميركية للمستثمرين الدوليين في الأسواق الدولية حيث استمر المستثمرون أمس في التخلص من العملة الاميركية. وبلغ سعر الدولار في سوق طوكيو أمس امام الين 108.40 ين مقابل 108.63 ين اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس وارتفع الى 108.90 ين عقب بيانات اعانات البطالة. وقرر بنك انكلترا المركزي أمس ابقاء سعر الفائدة الرئيسية من دون تغيير على 4.5 في المئة مثلما كان متوقعاً في الاسواق على نطاق واسع. لكن التوقعات تشير الى ان البنك المركزي سيرفع الفائدة على الارجح في الشهر المقبل في اطار مساعيه للحيلولة دون ارتفاع التضخم. ولم يصدر البنك بياناً يفسر فيه القرار الذي صدر في ختام اجتماع لجنة السياسة النقدية التابعة للبنك أمس. ويعتقد الاقتصاديون أن البنك سيرفع الفائدة ربع نقطة مئوية في آب أغسطس المقبل الى 4.75 في المئة في اطار سياسة زيادتها تدرجاً مع تزايد النمو الاقتصادي. ومنذ تشرين الثاني نوفمبر الماضي رفع البنك الفائدة من مستوى 3.5 في المئة على أربع مرات. وارتفع التضخم السنوي في أيار مايو الماضي الى 1.5 في المئة ليصل الى أعلى مستويات السنة الجارية على رغم انه مازال أقل بكثير من المستوى الذي يستهدفه البنك المركزي وهو اثنين في المئة. واستقر سعر صرف الجنيه الاسترليني بعد ظهر أمس عقب قرار عدم تغيير الفائدة. وكان الاسترليني تراجع صباح أمس عن أعلى مستوياته منذ ثلاثة شهور، الذي سجله أول من أمس مقابل الدولار، وبلغ سعره عقب قرار الفائدة 1.8512 دولار مقابل 1.854 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس، وتراجع الى 1.8543 دولار عقب بيانات اعانات البطالة. ودعمت التوقعات بزيادة الفائدة البريطانية في الآونة الاخيرة الجنيه الاسترليني، لكن محللين يقولون ان انخفاضاً عاماً للدولار أول من أمس كان سبباً في ارتفاع العملة البريطانية. وقال البنك المركزي الاوروبي أمس ان ارتفاع أسعار النفط قد يبقي معدلات التضخم مرتفعة في الاجل القريب لكنه لن يعرقل العودة الى أسعار مستقرة في المستقبل. وأضاف البنك في نشرته الشهرية:"في حين يتوقع استمرار ضغوط تضخمية أقوى بعض الشيء في المدى القريب فان التوقعات ما زالت تشير الى استقرار الاسعار في الاجل المتوسط". وكررت النشرة ما قاله جان كلود تريشيه رئيس البنك الاسبوع الماضي بعدما قرر البنك عدم تغيير أسعار الفائدة عن مستواها المتدني الذي يبلغ اثنين في المئة. وأضاف تريشيه ان البنك يتابع تطورات الاسعار، وهو ما اعتبره المحللون تلميحاً الى أن البنك يتحرك ببطء صوب رفع أسعار الفائدة. ويستهدف البنك المركزي الاوروبي ابقاء معدل التضخم ما دون أدنى من اثنين في المئة في المدى المتوسط وهو هدف لم يتحقق الا عام 1999 الذي بدأ فيه تداول اليورو. وانخفض التضخم السنوي في منطقة اليورو الى 2.4 في المئة في حزيران يونيو الماضي من 2.5 في المئة في أيار مايو الماضي. واستفاد اليورو أمس من بيانات وزارة الاقتصاد والعمل الألمانية التي أظهرت ان الناتج الصناعي الالماني ارتفع بنسبة 1.1 في المئة في أيار الماضي مقارنة بالشهر السابق، متجاوزاً توقعات الاقتصاديين بفضل نمو انتاج السلع الرأسمالية. وكان الاقتصاديون الذين استطلعت"رويترز"آراءهم قدروا أن النمو سيبلغ 0.4 في المئة. وارتفع الناتج الصناعي في نيسان أبريل الماضي بنسبة 1.4 في المئة. وتمثل هذه البيانات دليلاً جديداً على أن الانتعاش يعتمد فقط على الصادرات وسط ضعف في الاستهلاك المحلي. وبلغ سعر اليورو بعد ظهر أمس في الأسواق الاوروبية 1.2378 دولار مقابل 1.2360 دولار في اواخر التعامل في نيويورك أول من أمس، وتراجع الى 1.2374 عقب بيانات اعانات البطالة. وواصل الذهب ارتفاعه فوق مستوى 400 دولار للأونصة في التعاملات الاوروبية أمس يدفعه اقبال من صناديق الاستثمار بعدما قفز أول من أمس عشرة دولارات بفضل تحركات العملات. وبلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية 403.80 - 404.50 دولار للاونصة ارتفاعاً من 402.00 - 402.75 دولار في نهاية المعاملات في نيويورك أول من أمس. وشهد الذهب تقلبات كبيرة في الايام الاخيرة وانخفض سعره نحو اثنين في المئة يوم الثلاثاء الماضي قبل أن يقفز بنسبة 2.5 في المئة أول من أمس نتيجة ارتفاع اليورو أمام الدولار.