اعتقلت الشرطة الإسبانية أمس، 11 شخصاً على الأقل للاشتباه في صلتهم ب "الجماعة الاسلامية المقاتلة" التي ألقيت عليها مسؤولية تفجيرات الدار البيضاء عام 2003 حين قتل 26 شخصاً، وذلك في عمليات دهم نفذت في حي البرينسيبي الفقير في جيب سبتة الإسباني شمال أفريقيا. وأشارت الإذاعة الإسبانية العامة إلى استمرار عمليات الدهم"التي نفذها 300 رجل شرطة استقلوا 50 آلية وشملت عدداً من المساجد في سبتة أيضاً"، فيما نقلت عن وزير الداخلية ألفريدو بيريث روبالكابا الذي يزور الجزائر حالياً اعتقاده بأن العملية استهدفت تفكيك خلية إسلامية قيد الإنشاء،"ما لا يجعلها في مرحلة تحديد أهداف"، مشيراً إلى أن أجهزة الأمن راقبت المشبوهين منذ فترة، و"حين رأينا أنهم يفكرون في الانتقال من الخطابات المتطرفة إلى التنفيذ الفعلي اعتقلناهم". وأضاف الوزير أن بين المعتقلين مغربياً يحمل تصريح عمل في إسبانيا،"أما الباقون فهم إسبان". وكشف أن الاستخبارات المغربية ساعدت في تقديم معلومات. وكشفت مصادر قضائية أن شقيقين لحمد عبدالرحمن أحمد"طالبان الإسباني"الذي قضى سنتين في سجن قاعدة غوانتانامو العسكرية الأميركية في كوبا بعد اعتقاله في باكستان، انضم إلى لائحة المعتقلين في المداهمات التي أمر القاضي بالتازار غارثون بتنفيذها، فيما أكدت عدم صحة المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام عن توقيف"طالبان الإسباني". وجاء ذلك بعد أكثر من شهر من نقل صحيفة"باييس"عن مصادر في الاستخبارات الإسبانية في 5 تشرين الثاني نوفمبر أن جيبي سبتة ومليلة باتا هدفاً للجهاد الإسلامي. وكتبت الصحيفة المقربة من الحكومة أن أجهزة الاستخبارات تعتبر هذا التهديد"الأكثر قلقاً لاسبانيا منذ عام 2004"، خصوصاً أنه ترافق مع بيان نشرته مجموعة قريبة من تنظيم"القاعدة"على شبكة الانترنت دعا إلى "الجهاد ضد الدولة الإسبانية الكافرة وتحرير مدينتي سبتة ومليلة المحتلتين"، علماً أن إسبانيا تسيطر على سبتة ومليلة منذ مئات السنين، لكن تقطنهما غالبية مسلمة. وفي 11 آذار مارس 2004، قتل إسلاميون 191 شخصاً في تفجيرات استهدفت قطارات في العاصمة مدريد، وقال محققون إن المنفذين استلهموا أفكارهم من تنظيم"القاعدة". ويعتقد بأن الدافع وراء التفجيرات كان مشاركة إسبانيا في الحرب على العراق. وأدت التفجيرات إلى الفوز المفاجئ للحزب الاشتراكي في الانتخابات وسحب رئيس الوزراء الجديد خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو القوات الإسبانية من العراق. ولم تظهر أدلة على أن المداهمات ارتبطت بهجمات 11 آذار 2004 والتي سيحاكم فيها 29 متهماً السنة المقبلة.