سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هنية الى القاهرة في منتصف الشهر الجاري في بداية جولة عربية ودولية . سليمان التقى وفد "حماس" ومصادر الجانبين تؤكد أن قنوات "صفقة" تبادل الأسرى ما زالت مفتوحة
قطعت صفقة إطلاق الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة مقابل اسرى فلسطينيين بعض التقدم، إلا أن تحديد موعد لاتمام الصفقة ككل ما زال مبكراً، وذلك حسب مصادر مصرية وفلسطينية تحدثت الى"الحياة". وكان مدير الاستخبارات المصرية الوزير عمر سليمان التقى أمس وفد حركة"حماس"الذي يزور القاهرة حالياً برئاسة عضو المكتب السياسي عماد العلمي. وصرح العلمي ل"الحياة"" بأن المحادثات تناولت آلية انجاز صفقة اطلاق الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت المأسور في غزة، موضحاً أن"حماس"طالبت بالإفراج أولاً عن ما بين 300 و 400 من النساء والاطفال قبل اتخاذ أي إجراء ومن ثم يعقب ذلك اطلاق سراح شاليت بالتزامن مع الافراج عن 1000 أسير فلسطيني وذلك وفق معايير محددة، مشدداً على ألا تضم الصفقة المحكومين في القضايا الجنائية او الذين شارفت مدة سجنهم على الانتهاء. واضاف العلمي ان"حركة حماس وسطت مصر بأن تقود هذه الصفقة بعد ان ابلغتهم ان اسرائيل وافقت على مطالب حماس وعلى رأسها مسألة التزامن في إبرام الصفقة". وعن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية قال العلمي ان مشاورات جرت في هذا الصدد، نافياً ممارسة مصر اي ضغوط على الحركة للقبول بأي موقف أو دفعها لاتخاذ إجراء ما. وطالب بضرورة مراعاة حجم حركة حماس في المجلس التشريعي وحقها في تشكيل الحكومة، مشدداً على تمسك"حماس"بتشكيل حكومة وحدة وطنية وفقاً لمرجعية وثيقة الاسرى والوفاق الوطني. وأشار الى أنه بحث مع الوزير سليمان المبادرات العربية والدولية التي طرحت أخيراً والتي تهدف الى نزع التوتر في الساحة الفلسطينية ووحدة الصف الفلسطيني ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وكيفية تفعيل هذه الجهود. وعلمت"الحياة"أن حركة"حماس"طالبت بأن تضم الصفقة الافراج عن بعض القياديين الفلسطينيين الموجودين في السجون الاسرائيلية وعلى رأسهم القيادي في"فتح"عضو المجلس التشريعي مروان البرغوثي. ومن جانبه نفى مصدر مصري رسمي أن تكون"حماس"فوضت مصر في ابرام الصفقة وقال ل"الحياة"إن مصر وسيط بين كل من"حماس"واسرائيل وغير مفوضة من أي جانب للافراج عن الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت، مشدداً أن هذا الموقف تتخذه مصر لفك الحصار عن الشعب الفلسطيني، مشيراً الى أن اسرائيل تربط رفع الحصار وفتح المعابر ورفع كل الاجراءات والتشديدات بالافراج عن الجندي. وكشف المصدر ل"الحياة"أن آلية ابرام الصفقة لم تحدد بعد، وان الوقت ما زال مبكراً للحديث عن ذلك، وقال:"نحن الآن في مرحلة الحديث عن العدد ولم يتم الاتفاق بعد على هذا البند. هناك رسائل بيننا لبحث مسألة العدد ولم نصل لاتفاق بعد في هذا الشأن. ثم هناك مرحلة اخرى وهي: من الذين سيفرج عنه؟". وحول مسألة التزامن بين اطلاق سراح شاليت والافراج عن الاسرى الفلسطينيين أجاب:"اسرائيل ابلغتنا حتى الآن برفضها مسألة التزامن"، مشيراً الى أن"هذا امر استراتيجي بالنسبة اليها فهي ترفض التفاوض مع الخاطفين". وحول ما تردد من مطالبة"حماس"بالافراج عن القيادي في فتح مروان البرغوثي أجاب:"نعم، حماس تطالب بذلك لكن هل ستوافق اسرائيل خصوصاً ان البرغوثي محكوم بمؤبدات عدة هذا من ناحية، ومن ناحية اخرى اتوقع من حركة فتح ان تخاطب حماس بعدم التدخل وزج نفسها في امور الحركة والتنسيق معها في اختيار اسماء الذين يريدون الافراج عنهم". ورداً على سؤال عن توقيت زيارة خالد مشعل للقاهرة قال المصدر المصري:"لم يتم بحث هذه المسألة لكن ستكون هناك زيارات مقبلة لقيادات في حركة حماس لبحث مسألة ابرام صفقة اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي"، مضيفاً أن هذه"قضية صعبة وحلها لن يكون سهلاً ويحتاج وقتاً ومتابعة وزيارات عدة من مسؤولين في حركة حماس". وسئل عن مسألة تشكيل حكومة وحدة وطنية، فقال:"ما زالت حماس متمسكة برئاسة الحكومة وهذا لن يرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني، ولقد افهمناهم ذلك ولا يمكننا ان نقحم انفسنا بأكثر من مشاورات ونصائح لذلك فليحلوها هم بأنفسهم مع أبو مازن". وحذر المصدر المصري من مغبة تهديدات اسرائيلية بشن عملية عسكرية واسعة على قطاع غزة، وقال:"هم يريدون ضرب الانفاق لكن هذا سيكون له رد فعل مصري سلبي سيكون له انعكاساته السيئة على العلاقات بين البلدين". وتابع:"لقد ارسلنا لهم وابلغناهم بموقفنا هذا بالاضافة الى أن كل التصريحات الرسمية واضحة تماماً في هذا الصدد". من جهة أخرى، علمت"الحياة"ان رئيس الحكومة الفلسطينية اسماعيل هنية سيصل الى القاهرة في منتصف الشهر الجاري وسيقوم بجولة عربية ودولية تشمل كلاً من قطر وسورية والسعودية وايران. ووصل مساء أمس الى مدينة الاسماعيلية وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار وسيتوقف في القاهرة في طريقه الى جولة دولية شمال افريقية وتشمل الجزائر وتونس وليبيا. ويبحث الزهار في القاهرة ترتيبات زيارة هنية.