كشفت مصادر مطلعة في حركة «حماس» ل «الحياة»، وجود اتجاهين في صفوف قيادة الحركة التي يجتمع في دمشق جناحاها الداخلي والخارجي لاتخاذ موقف نهائي من العرض الإسرائيلي الذي طرحه الوسيط الألماني في مفاوضات تبادل الأسرى ارنست أورلاو على قيادة «حماس» في قطاع غزة قبل يومين. وأوضحت المصادر أن «الساعات الأربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة بالنسبة إلى إنجاز الصفقة». وقالت ل «الحياة» إن «ما تطرحه إسرائيل الآن هو إطلاق سراح أسماء من أصحاب المحكوميات العالية للمرة الأولى، لكنها ترفض حتى مبدأ الإفراج عن بعض الأسماء تحت أي صيغة، حتى ولو بالإبعاد من الأراضي الفلسطينية»، مشيرة إلى أن القياديين في «حماس» إبراهيم حامد وعبدالله البرغوثي بين هذه الأسماء. ورأت أن «هناك بالفعل تقدماً في الصفقة لأن إسرائيل كانت ترفض إطلاق سراح 70 أسيراً، لكن على رغم ذلك هناك أطراف في الحركة متمسكة بضرورة إطلاق جميع الأسماء المدرجة في القائمة التي قدمناها، بينما هناك موقف آخر يتبناه البعض يرى أن إطلاق سراح أسماء ذات محكوميات عالية يجب أخذه في الاعتبار، وأن ما يجري هو مفاوضات، ولا يمكن للحركة الحصول على كل شيء». واعتبرت أن «الاجتماعات المكثفة التي سيشهدها المكتب السياسي (في دمشق) عقب وصول قيادات الحركة، ستكون حاسمة في اتخاذ قرار القبول بالعرض الإسرائيلي أو رفضه باعتبار أنه لا يلبي مطالب الحركة، والتمسك بموقفها في إطلاق سراح جميع الأسماء المطروحة في القائمة». وأضافت أن «الاجتماع سيشهد نقاشات ومداولات، ولا بد من الخروج بنتيجة». وعلمت «الحياة» أن قائد «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أحمد الجعبري الذي يقود المفاوضات في صفقة تبادل الأسرى وصل القاهرة أول من أمس مع وفد قيادة الحركة في قطاع غزة، الذي غادر أمس متوجهاً إلى دمشق للتشاور، لكن الجعبري ظل في القاهرة. وكانت «حماس» أكدت في بيان أمس أن «من السابق لأوانه الحديث عن نتائج محددة أو عن قرب التوصل لاتفاق». واعتبرت أن «الضجة التي أثيرت في وسائل الإعلام عن قرب التوصل إلى اتفاق في صفقة تبادل الاسرى، هي محض تسريبات إسرائيلية بهدف التأثير على مشاعر الأسرى وعائلاتهم ولمحاولة الضغط والتأثير على عملية التفاوض غير المباشر. ونحن نواصل جهدنا من خلال الجهة المختصة بملف التبادل في الحركة للتغلب على العقبات التي وضعها العدو الإسرائيلي في طريق إنجاز صفقة التبادل». في غضون ذلك، عقد الرئيس المصري حسني مبارك أمس اجتماعاً مع رئيس الاستخبارات عمر سليمان في مقر الرئاسة، ربطته مصادر فلسطينية مطلعة ب «قرب إنجاز صفقة الأسرى والدور المصري فيها وترتيبات محددة ستقوم بها مصر تمهيداً لذلك». وكانت مصادر موثوقة في «حماس» أكدت ل «الحياة» أن «مصر سيكون لها دور رئيس ومهم، خصوصاً أنها بذلت جهوداً حثيثة في ملف الأسرى». وقالت إن «مصر هي التي ستتسلم الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت من حماس في حال إنجاز الصفقة، لتسليمه للإسرائيليين، لذلك هناك حاجة إلى إعداد مصري جيد قبيل إبرام الصفقة».