أعلن المشرف الدولي على محادثات الوضع النهائي لكوسوفو مارتي اهتيساري تأجيل تقديم تقريره الأخير الى مجلس الأمن في انتظار نتيجة الانتخابات الاشتراعية الصربية المقررة في 21 كانون الثاني يناير المقبل، فيما أعلن تلفزيون ساراييفو أمس العثور على مقبرة جماعية جديدة تضم أكثر من مئة جثة من ضحايا المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية في مدينة سريبرينيتسا شرق البوسنة صيف 1995. وتمّ الاتفاق على تأجيل تقديم تقرير أهتيساري والبت النهائي في مستقبل كوسوفو، الذي كان مقرراً نهاية العام الحالي، خلال اجتماع عقده المشرف الدولي مع ممثلي مجموعة الاتصال الدولية الخاصة بقضايا منطقة البلقان الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا في فيينا الى موعد جديد، رجح المراقبون في بلغراد أنه سيكون في آذار مارس المقبل. وأعرب الألبان، الذين يسعون الى استقلال كوسوفو، عن غضبهم للتأجيل، وقال رئيس الاقليم فايتمير سيديو في تصريح صحافي في العاصمة بريشتينا:"لسنا راضين عن هذا التأجيل غير المبرر، لأننا لا نجد علاقة لقرار مستقبل كوسوفو بالانتخابات الصربية". وأفادت وسائل الاعلام في بريشتينا،"أن رئيس الحكومة المحلية آغيم تشيكو، قد يعلن استقلال كوسوفو من جانب واحد". ووصف رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا التأجيل، بأنه"دليل على أن أهتيساري فشل في ايجاد حل مقبول من كل الأطراف لقضية كوسوفو، وأضاع هباء نحو سنة من مهمته، لأنه لم يكن جدياً في تحقيق السلام في الاقليم وترسيخ استقرار المنطقة". ومعلوم، ان تقرير اهتيساري سيتناول المواقف المتناقضة للطرفين الصربي والألباني في المحادثات التي أشرف عليها، في حين يدخل القرار النهائي في شأن مستقبل كوسوفو ضمن صلاحيات مجلس الأمن وحده. البوسنة على صعيد آخر، أعلن خبراء الطب الشرعي في البوسنة، أنهم عثروا على بقايا أكثر من مئة جثة في مقبرة جماعية جديدة في ضواحي قرية"سناغوفو"الواقعة الى الشمال من سريبرينيتسا بحوالى خمسين كيلومتراً. ورجح خبراء أن تكون الجثث لمسلمين من مدينة سريبرينيتسا، وهي بقايا هياكل عظمية مبعثرة بسبب نقلها الى هذه المقبرة من مكان آخر جرى دفنها فيه بعد إعدام ضحاياها. وتقع قرية"سناغوفو"في منطقة جبلية وعرة في كيان صرب البوسنة، استخدمها الصرب مخبأ للمقابر الجماعية لصعوبة الوصول اليها، اذ سبق أن عثر في ضواحيها على ستة قبور جماعية أخرى لضحايا سريبرينيتسا. وتتهم محكمة لاهاي رئيس صرب البوسنة السابق رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش بمسؤولية مجزرة سريبرينيتسا، ولا يزالان هاربين.