أبلغ رئيس الوزراء البريطاني توني بلير نائب الرئيس السوداني سلفا كير ميارديت أمس أن الخرطوم تواجه عزلة دولية إذا لم تُحقق تقدماً فورياً في اتجاه تحقيق السلام في إقليم دارفور غرب السودان. وقال الناطق الإعلامي باسم بلير أن الأخير قال لسلفا كير، النائب الأول للرئيس عمر البشير، أن أمام الحكومة السودانية فرصة أخيرة للتقدم صوب إنهاء النزاع في دارفور وإلا فإنها ستواجه العواقب. وعبّر سلفا كير علناً عن اختلافه مع الرئيس البشير إزاء رفض الأخير قبول قوة سلام تابعة للأمم المتحدة في دارفور. والقبول بقوة الأممالمتحدة شرط من شروط بريطانيا لتجنب السودان مزيداً من العزلة. وحض بلير القادة الأوروبيين الشهر الماضي على ممارسة"أقصى الضغوط"على الخرطوم لتخفيف القتال في دارفور، حيث يدور نزاع مسلح منذ ثلاث سنوات أوقع قرابة 200 ألف قتيل وتسبب في نزوح 2.5 مليون شخص. وتُتهم الحكومة السودانية بإطلاق العنان لميليشيات"الجنجاويد"الموالية لها في المناطق النائية في دارفور. ووافقت الأممالمتحدة على إرسال قوة سلام من 20 ألف شخص لتحل محل قوة الاتحاد الأفريقي المؤلفة من سبعة آلاف رجل في دارفور. لكن الحكومة السودانية رفضت قبول القوة الدولية، وطردت الأسبوع الماضي المبعوث الخاص للأمم المتحدة يان برونك. ورفض الناطق باسم بلير توضيح نوع العزلة التي يواجهها السودان، لكنه أضاف أن الحكومة السودانية تدري خطورة التهديد مع دخول الأزمة"مرحلة حاسمة". واضاف أن"المهم اعطاء الرئيس البشير فرصة أخيرة لقبول اتفاق وإلا مواجهة عواقب عزلة متزايدة". وزاد:"أعتقد أن الحكومة السودانية تعرف ماذا يعني ذلك. أحياناً من الأفضل عدم توضيح التهديد بدقة بل تقديم رسائل خاصة"توضح فحواه. لكنه شدد على أن السودان لا يملك وقتاً طويلاً لدرس رده على مطالب بريطانيا. وتابع:"أعتقد أنه لا بد أن يحصل تقدم واضح مع حلول موعد اجتماع الاتحاد الأفريقي في 24 تشرين الثاني نوفمبر". وقال:"نتكلم عن فترة قصيرة نسبياً". وسيناقش بلير هذا الموضوع مع الرئيس جورج بوش والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، ومع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المفترض أن تزور رئيس الوزراء البريطاني الجمعة في مقره في 10 داونينغ ستريت. وكان من المفترض أن يلتقي سلفا كير أمس مع وزير التنمية الدولية البريطاني هيلاري بن الذي زار دارفور الشهر الماضي. واُلغي مؤتمر صحافي كان سيجمعهما نتيجة التزامات لم تكن متوقعة، كما أوضحت وزارة التنمية الدولية.