أعرب الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن"قلقه الشديد لتدهور الوضع في دارفور"، واتهم الممثل الخاص لأنان في السودان الخرطوم بارتكاب"خرق صارخ"لاتفاقاته مع المنظمة الدولية بإرغامه نازحين على مغادرة مخيمات في دارفور. واوضح بيان أصدره الناطق باسم الامين العام للمنظمة الدولية ان من المواضيع التي تقلق انان"اقدام جيش تحرير السودان على خطف 18 شخصا، وحشد الآلاف من عناصر الميليشيا العربية في غرب الاقليم وجنوبه". وأضاف أن عناصر الميليشيات"قد يتسببون في موجة جديدة من اعمال العنف التي قد تسفر عن آلاف القتلى المدنيين". ودعا"الاطراف المتنازعة الى الاحترام التام لوقف اطلاق النار الموقع في نجامينا". ودعا أنان كل الاطراف الى الكف عن القتال وحض المتمردين على اطلاق سراح رهائنهم ودعا الميليشيات الى ضبط النفس. وأعرب أنان أيضاً عن قلقه من معلومات تفيد ان الحكومة السودانية نفذت عملية تهجير قسري للاجئين في منطقة نيالا في جنوب دارفور. ودعا انان"الحكومة السودانية الى الوقف الفوري لعمليات الترحيل التي تقوم بها والى تسهيل عودة اللاجئين الى المناطق التي كانوا فيها". واعتبر ان السودان ينتهك القانون الدولي واتفاقاته مع المنظمة الدولية بإجباره النازحين على مغادرة المخيمات في دارفور. وفي وقت سابق قال كبير مبعوثي الاممالمتحدة الى السودانيان برونك ان السودان خرق"بشكل صارخ"اتفاقاته مع الاممالمتحدة بإرغامه النازحين على ترك المخيمات. وأوضح برونك الذي عينه أنان للتفاوض مع الخرطوم في ازمة دارفور ان نقل الناس بالقوة قد توقف في ما يبدو بعدما القوا بالحجارة احتجاجا. وتتعلق الواقعة بعدة آلاف من النازحين من بين نحو 20 ألف شخص قرب نيالا في دارفور لا يمكن بمقتضى اتفاقات مع الاممالمتحدة ارغامهم على العودة الى قراهم او على الانتقال الى مواقع اخرى. واعرب برونك في تصريحات صحافية في نيويورك قبل تقديم تقريره الشهري الى مجلس الامن أنه قلق بشأن احتمال ان"تتفاقم"هذه الاعمال وان تسفر عن"خسائر في الارواح وان الحكومة يجب ان تكون أكثر حكمة فهذا انتهاك صارخ للقانون الانساني الدولي. وهو ايضا انتهاك صارخ للاتفاقات التي تم التوصل اليها مع الحكومة". وقال انه تحدث مع مسؤولين حكوميين سودانيين وانه يتوقع احتجاجا من أنان. وفي الخرطوم قال وزير الخارجية السوداني مصطفي عثمان اسماعيل انه لا يعرف شيئا عن مثل هذه الحوادث لكنه سيتحرى في صحتها. وقال برونك ان من الجائز ان يكون ذلك قد حدث بغير اوامر من الخرطوم ولكن من المؤكد أن قوات الامن السودانية هي المسؤولة. وقال مسؤولون في الاممالمتحدة في الخرطوم ان قوات امن سودانية تحركت قبل الفجر ونقلت بعض الناس من مخيمين قرب نيالا في حين اطلقت القوات السودانية في مخيم ثالث أعيرة نارية في الهواء واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وانتقد برونك ايضا بشدة المتمردين بقوله انهم ينهبون قوافل المعونة ويزرعون الالغام الارضية. وقال باري كيم الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي في الخرطوم ان التوتر زاد منذ رفع مراقبو الاتحاد الافريقي تقريرا عن احتجاز"حركة تحرير السودان"، وهي احدى جماعتي التمرد في دارفور 11 مدنيا من ذوي أصول عربية رهائن في زالينجي. على صعيد آخر، يتوجه رئيس الوزراء الكندي بول مارتن الى السودان نهاية الشهر الجاري بهدف الضغط على الخرطوم لتنفيذ التزاماتها المتعلقة باحلال السلام في دارفور. وقالت الناطقة باسم رئيس الوزراء ميلاني غروير ان مارتن سيغتنم الزيارة المقررة الى بوركينا فاسو من 23 الى 27 الشهر للقيام بزيارة خاطفة الى الخرطوم، وأن من المقرر ان يلتقي الرئيس السوداني عمر البشير ونائبه. وقالت غروير ان مارتن يعتزم"الضغط عليهما لكي يلتزما بتنفيذ تعهداتهما من اجل احلال السلام والامن في السودان". وأضافت أن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير شجعا رئيس الوزراء الكندي للقيام بهذه الزيارة.