في وقت اتهم الرئيس السوداني عمر البشير"أصابع خفية تعبث بسلام المنطقة"بلعب"دور خبيث"لعرقلة اتفاق أبوجا للسلام في دارفور، أكدت الأممالمتحدة"استمرار التعاون مع الخرطوم من أجل السلام"، على رغم طرد مبعوث الأمين العام للمنظمة الدولية إلى السودان يان برونك لحديثه عن"هزيمتين"تلقاهما الجيش السوداني على أيدي متمردي دارفور مطلع الشهر الجاري. ودعا البشير أهل دارفور إلى مزيد من الحوار"لتفويت الفرصة على المتربصين بأمن السودان وسلامه ووحدته"، مشيراً إلى أن"اتفاق أبوجا جاء ليضع اللبنة الأساسية في بناء السلام الذي يعيد دارفور إلى سيرتها الأولى. لكن الأصابع الخفية التي تعبث بسلام المنطقة لعبت دورها الخبيث لتعرقل المسار". وحض في خطاب بثه التلفزيون الرسمي مساء أول من أمس، المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماتهم تجاه بلاده. وجاءت تصريحات البشير في وقت استمرت ردود الأفعال على قرار طرد برونك. وقالت الناطقة باسم بعثة الأممالمتحدة في الخرطوم راضية عاشوري ل"الحياة"إن برونك غادر إلى نيويورك"بناء على طلب كوفي أنان، للتشاور ومعرفة الخطوات المقبلة بعد قرار الحكومة السودانية". وكان ناطق باسم المنظمة الدولية أكد أن برونك باق في منصبه، رغم قرار الخرطوم. وأكد وزير الدولة في الخارجية السودانية علي كرتي أن قرار طرد برونك"جاء بعد تنبيهه مرات عدة لمخالفته ضوابط مهمته المكلف بها". ونفى أن يكون القرار على صلة برفض حكومته قرار مجلس الأمن الرقم 1706 الداعي إلى نشر قوات دولية في دارفور، مشيراً إلى أن"القرار تعبير عن موقف من شخص برونك، بسبب سلسلة تجاوزات بدرت منه لم يلتزم فيها بالتفويض الممنوح له وحدود صلاحياته". ونقلت"رويترز"عن برونك قوله لمحطة إذاعية هولندية إنه غير نادم على نشر المعلومات عن هزيمتي الجيش السوداني في مدونته على الإنترنت. لكنه أضاف أنه يأمل في العودة إلى السودان. واعتبر أن نشر معلومات عن المعارك في دارفور ليس سبب طرده، خصوصاً أن"هذه المعلومات متاحة على نطاق واسع". وقال:"الأمر الرئيسي هو أن اتفاقاً للسلام وقع في دارفور. لكن الجيش يسعى جاهداً إلى تحقيق انتصار عسكري. وأحاول على مدى الشهور الأخيرة كشف ذلك. لكنه لا يلائمهم". إلى ذلك، أ ف ب أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ألفا عمر كوناري أمس عن"أسفه"لقرار طرد برونك. وأشاد في بيان نشر في أديس أبابا، حيث مقر الاتحاد، بدور"برونك وجهوده الرامية إلى نشر الأمن وحقوق الإنسان، والجهود المستمرة التي بذلها من أجل مصالحة وسلام دائمين في السودان". ودعا"جميع السودانيين إلى تجنب أي تحرك من شأنه نسف عملية السلام، ووضع حد فوري لأي عمل عسكري قد يسهم في تفاقم الوضع الأمني في دارفور". وطالبهم بالعودة إلى"الحوار السياسي باعتباره السبيل الوحيد لإرساء سلام دائم".