زاد سعي اليابان الى التدخل في المسألة التايوانية طين العلاقات الصينية - اليابانية بلّة. والحق أن توتر هذه العلاقات مرده الى زيارة رئيس الوزراء الياباني، جونشيرو كويزومي، ضريح ياسوكوني ست مرات. وهذا الضريح يُكرم أربعة عشر مجرم حرب يابانياً في الحرب العالمية الثانية. وكشفت إحدى الصحف اليابانية ان حكومة بلادها تزمع تعديل نص قانون يحكم علاقة اليابان بدول الجوار، واعتبار قضية تايوان، تالياً، في مثابة قضية يابانية. واذا عدّلت اليابان هذا القانون ترتب على التعديل تردي العلاقات مع الصين. وفي أيار مايو الآتي، ينوي لي دنغ خوي، وهو معارض تايواني يدعو الى"استقلال تايوان"عن الصين، تلبية دعوة طوكيو، وزيارة اليابان. وإمعاناً منه في استفزاز بكين، ينوي دنغ خوي زيارة ضريح ياسوكوني. وإلى وقت قريب، تلطت اليابان وراء السياسات الاميركية الدفاعية، وزعمت أن هذه السياسات لا تعبر عن نواياها، على رغم مشاركتها في صياغتها. وتخلت، أخيراً، اليابان عن سياسة التلطي هذه، وتدخلت مباشرة في قضية مضيق تايوان. ففي مطلع العام المنصرم، زار دنغ خوي اليابان لتلقي العلاج الطبي، على ما زعم، واجتمع بأنصار الجناح اليميني الياباني، وأدى مسرحية هزلية بعنوان"استقلال تايوان". ولم تكتف اليابان بمساندة أنصار"استقلال تايوان"، بل حرضتهم على زيارة ضريح ياسوكوني تأجيجاً للنزاع بين تايوانوالصين على التاريخ والاستقلال. والحق أن شرط تطبيع العلاقات الصينية - اليابانية، في 1972، كان إقرار طوكيو بانتماء تايوان الى الصين. وعبرت اليابان، في البيان الصيني - الياباني المشترك في 1972، عن قبولها المبادئ الثلاثة التالية: - حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الشرعية الوحيدة التي تمثل الصين، وتايوان جزء لا يتجزأ من أراضي هذه الجمهورية. - بطلان معاهدة اليابان مع عصابة تشانغ كاي شيك. وشددت اليابان، في 1998 و2004، على عدم الاعتراف باستقلال تايوان، والتمسك بوحدة الصين، وعلى قصر العلاقات اليابانية بالشعب التايواني عوض ممثليه. وتخل اليابان اليوم بهذه العهود. وتعلق اليابان بما يعرف ب"شريان الحياة البحري" دور تايوان في ضمان أمن الرحلات التجارية القادمة من الشرق الأوسط أو المحيط الهادئ الى الصين ومنها يؤثر في العلاقات اليابانية - التايوانية منذ الحرب العالمية الثانية. وتسعى اليابان الى عرقلة التنمية الصينية من طريق توتير علاقات الصينبتايوان. فالقوى اليمينية اليابانية تخشى نمو الصين، ونجاح خطط التنمية فيها. وعليه، ترمي هذه القوى الى حماية تفوقها على الصين، والى عرقلة تعاظم قدرات الصين، ونفوذها المالي، وتعكير السلام. وهي شروط تطوير الاقتصاد الصيني ونموه. عن "رين مين ري باو" الشعب الصينية، 2 / 10 /2006