أبدت الصين أمس استياءها من إعلان ممثلية اليابان في تايوان أنها ستغير اسمها من أجل إضافة اسم تايوان، ليصبح «رابطة الاتصال اليابانيةالتايوانية» بدلاً من «رابطة التبادل» بدءاً من الأول من كانون الثاني (يناير) المقبل. وبررت الممثلية قرارها ب «تعزيز الاعتراف بتايوان» التي ترتبط اليابان، على غرار معظم دول العالم، بعلاقات غير رسمية معها، فيما تعتبرها الصين إقليماً منشقاً. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ: «ما فعلته اليابان خطوة سلبية، فيما موقفنا ثابت في شأن تايوان، وهو رفض محاولات إرساء مبدأ صين واحدة وتايوان واحدة»، علماً أن بكين كانت اعترضت في وقت سابق من الشهر الجاري على اتصال هاتفي أجري بين الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب ورئيسة تايوان تساي إنغ وين. وأضافت: «ندعو اليابان إلى الالتزام بمبدأ صين واحدة، وأن تتعامل مع الأمور الخاصة بتايوان بطريقة ملائمة، وتتجنب توجيه رسائل خاطئة لتايوان والمجتمع الدولي، أو إثارة اضطرابات جديدة في العلاقات بين بكينوطوكيو»، والتي تواجه صعوبات بالفعل في ظل دعوة بكينمراتطوكيو إلى إبداء قدر أكبر من الأسف على الأعمال الوحشية التي ارتكبتها خلال الحرب العالمية الثانية، كما يختلف البلدان حول بحر الصين الشرقي. وكانت حاملة الطائرات الصينية الوحيدة «لياونينغ» وصلت إلى قاعدة بحرية في إقليم هاينان (جنوب) بعد مناورات وصفتها بأنها «روتينية» حول تايوان. وأعلن مسؤول عسكري تايواني أن «الصين اختبرت أنظمة حاملة الطائرات، وآليات التنسيق مع بقية العتاد العسكري الآخر، في حين أن وصولها إلى هاينان لا يعني أن مهمتها انتهت». إلى ذلك، أعلنت الحكومة الصينية أن جهود مؤيدي استقلال هونغ كونغوتايوان «محكوم عليها بالفشل لأنهم سيتساقطون كالذباب»، في عبارة مستعادة من قصيدة لمؤسس الصين الشيوعية ماو تسي تونغ. وبعدما زار ناشطون من حركة الاستقلال في هونغ كونغتايوان هذه السنة، بهدف إقامة روابط في ما بينهم، قال الناطق باسم الحكومة الصينية فنغ شان: «تحاول مجموعة صغيرة من القوى المؤيدة لاستقلال تايوان بلا جدوى إنشاء روابط مع القوى المؤيدة لاستقلال هونغ كونغ من أجل تقسيم البلاد، وهو أمر لا يمكن أن ينجح». واستدعى أبياتاً من قصيدة كتبها ماو عام 1963، وقال فيها: «في هذا الكون الصغير ترتطم بضع ذبابات بالحائط»، وهي عبارة تستعمل عادة لتأكيد أن الصين لا تخشى أعداءها. وتابع: «في النهاية ستجد نفسها مصابة وتنزف»، مستخدماً كلمات لم ترد في القصيدة. وفيما يبدي الصينيون والكوريون غضبهم من زيارة مسؤولين يابانيين ضريح ياسوكوني الذي يضم أسماء 14 مجرم حرب يابانيين دانهم الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية، زار الوزير الياباني ماساهيرو إيمامورا، المكلف إعادة إعمار مناطق شمال شرقي البلاد التي دمرها تسونامي عام 2011 أمس، ضريح ياسوكوني في طوكيو المخصص لتكريم قتلى اليابان خلال الحروب الحديثة، بالتزامن مع زيارة تاريخية نفذها رئيس الوزراء شينزو آبي إلى بيرل هاربور في الولاياتالمتحدة، حيث تعهد ألا تشن اليابان الحرب مجدداً. ويكره الصينيون والكوريون ضريح ياسوكوني بسبب ضمه أسماء 14 مجرم حرب دانهم الحلفاء بعد الحرب العالمية الثانية. وصرح إيمامورا: «زرت الضريح للتعبير عن تقدمي في العمل والصلاة من أجل السلام والازدهار في بلدي. ولا يرتبط ذلك بسفر رئيس الوزراء آبي إلى بيرل هاربور»، حيث هاجم الجيش اليابانيالولاياتالمتحدة قبل 75 سنة، ما أدى إلى نشوء حرب المحيط الهادئ. وأحيا آبي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الموجود في بيرل هاربور، ذكرى أكثر من 2400 أميركي قتلوا خلال هجوم ياباني مباغت في 7 كانون الأول (ديسمبر) 1941. وهو وبات أول رئيس وزراء ياباني يزور نصب أريزونا التذكاري الذي شيّد فوق أطلال سفينة أميركية غارقة. ووقف الزعيمان أمام جدار كتبت عليه أسماء من لاقوا حتفهم في هجوم بيرل هاربر، وشاركا في مراسم وضع الزهور ووقفا دقيقة في صمت. وقال آبي: «إلى أرواح الجنود الذين يرقدون في سلام، وإلى الشعب الأميركي وكل شعوب العالم، أقطع على متن السفينة الأميركية أريزونا بصفتي رئيس وزراء اليابان، عهد عدم تكرار فظائع الحرب أبداً. وهذا العهد قطعه شعب اليابان». لكن آبي لم يعتذر عن الهجوم، واكتفى بتقديم تعازيه «المخلصة والدائمة لأرواح من فقدوا حياتهم هنا»، فيما وصف أوباما زيارة آبي بأنها «بادرة تاريخية تشير إلى أن أقسى جروح الحرب قد تمهد الطريق أمام الصداقة والسلام الدائم». وكان أوباما نفذ هذه السنة أول زيارة لرئيس أميركي خلال توليه السلطة الى مدينة هيروشيما اليابانية التي ألقت الولاياتالمتحدة قنبلة ذرية عليها عام 1945.