أكدت الولاياتالمتحدة امس الثلاثاء أنها سوف توفد ضباطا عسكريين إلى بعثتها في تايبيه لاول مرة منذ عام 1979 عندما حولت الولاياتالمتحدة اعترافها الدبلوماسي من تايوان إلى الصين. وأكدت دانا شيل سميث المتحدثة باسم ما يعتبر في الواقع سفارة أمريكية (المعهد الامريكي في تايوان) ما ذكره تقرير لمجلة جينز العسكرية الاسبوعية بأن واشنطن سوف تبدأ في إيفاد ضباط عسكريين عاملين في الخدمة إلى المعهد. وقالت دانا في نشرة صحفية إن المعهد كان يستعين بضباط عسكريين أمريكيين متقاعدين للعمل مقاولين لتنسيق مساعدات الدفاع لتايوان. وأضافت أن أفرادا في الخدمة العسكرية يرتدون الزي المدني ومدنيين من وزارة الدفاع سوف يحلون محل هؤلاء المقاولين. وقالت إنهم أرسلوا إلى المعهد كجزء من نظام التبديل العادي للافراد. وقالت إن هذا ببساطة جهد لتدعيم الكفاءة الادارية في شؤون الافراد مشيرة إلى أن السياسة الامريكية تجاه تايوان لم تتغير. ونقلت وكالة الانباء المركزية عن خبير عسكري لم تذكر اسمه قوله إن وزارة الدفاع الامريكية تدرس إرسال ضباط عسكريين إلى تايوان. ونقلت الوكالة عن الخبير قوله إن هناك بالفعل حالات سابقة لدول لا تقيم علاقات دبلوماسية مع تايوان وترسل ضباطا عسكريين إلى تايوان. فالمعهد الفرنسي في تايبيه لديه ضباط عسكريون. وأضاف أنه إذا احتجت الصين فإن البنتاغون سوف يبلغ الصين أنه يقتفي أثر حالات دولية سابقة. وفي تطور آخر، احتشد عشرات المواطنين الصينيين أمس امام مبنى السفارة اليابانية في العاصمة بكين في مظاهرة سلمية استغرقت قرابة الساعة احتجاجا على موافقة الحكومة اليابانية على منح تأشيرة دخول للرئيس التايواني السابق لي دنغ هوى لزيارة اليابان خلال الفترة من 27 الى 31 ديسمبر الجاري، متجاهلة الاحتجاجات الرسمية التي قدمتها الحكومة الصينية الى طوكيو ازاء تلك الزيارة. وقد رفع المشاركون في تلك التظاهرة لافتات كتبت عليها عبارات مناهضة للسياسات اليابانية العدائية والاستفزازية (على حد تعبيرهم) فيما أقدم بعضهم على إحراق صور ودمى لرئيس الوزراء جينتشيرو كويزومي. وكان المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيرويوكي هوسودا قد أعلن الليلة قبل الماضية اعتزام اليابان استصدار تأشيرة للسيد لي دنغ هوى (81 عاما) مبررا ذلك بأن زيارته لليابان هي زيارة خاصة للعلاج والاستجمام ولا تتضمن اية انشطة أو اتصالات رسمية خاصة. وأشار المتحدث الياباني الى ان دنغ هوى اعتزل العمل السياسي منذ تقاعده من منصبه الرئاسي عام 2000، مطالباً ممثلي أجهزة الإعلام المحلية والأجنبية بعدم ملاحقة الرجل خلال زيارته لتفادي صبغها بأي طابع رسمي. من جانبه وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو جيان تشاو زيارة لي دنغ بأنها تندرج ضمن المخططات الرامية الى تهيئة البيئة الخارجية المناسبة لتشجيع وتسريع الخطوات على طريق استقلال تايوان عن الوطن الأم، واصفا موافقة طوكيو على اتمام تلك الزيارة بأنه عمل يتسم باللامسؤولية واللا مبالاة ومن شأنه إلحاق بالغ الضرر بالعلاقات الصينية اليابانية. واضاف المتحدث الصيني ان هذه الزيارة تمثل دعماً ضمنيا لقوى الاستقلال التايوانية، وتسامحها مع أنشطتها الانفصالية وهو ما يشكل في مجمله استفزازا متعمدا للحكومة المركزية في بكين ويعرقل مسيرتها لاعادة التوحيد السلمي بين جانبي المضيق.. مطالباً حكومة طوكيو باعادة النظر في قرارها والتراجع عن استصدار تلك التأشيرة. وتلقي زيارة لي دنغ هوى بظلال قاتمة على علاقات البلدين التي شهدت في الآونة الأخيرة حالة متصاعدة من الاحتقان والتوتر على خلفية سلسلة من الأحداث بدأت بتسلل غواصة صينية الى المياه الاقليمية اليابانية، ومرورا برصد طائرة استطلاع صينية في مهمة تجسسية على مناورات يابانية أمريكية مشتركة، واصرار رئيس الوزراء الياباني على القيام بزياراته الجدلية الى ضريح ياساكوني. بالاضافة الى التهديد بوقف معونات التنمية الرسمية التي تقدمها طوكيو الى بكين اعتبارا من العام 2006، ورفض محكمة طوكيو العليا الدعاوى القضائية المرفوعة من قبل مواطنات صينيات تعرضن للتعذيب والاغتصاب على ايدي القوات اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية وانتهاء بتعديل طوكيو سياساتها الدفاعية لمواجهة ما اسمته صراحة وللمرة الأولى بالخطر الأمني الصيني المحتمل.