بدا واضحاً امتعاض الحكومة المصرية من اصرار وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس على لقاء شخصيات معارضة اثناء زيارتها القصيرة لمصر اليوم. وانصبت التصريحات الرسمية على جدول الزيارة والمواضيع المطروحة على عملية السلام والعلاقات المصرية - الاميركية دون التطرق إلى اللقاء بين رايس وشخصيات مصرية اطلقت عليهم السفارة الاميركية في القاهرة صفة"الاصلاحيين". ووجهت السفارة نوعين من الدعاوي لنخب ثقافية وسياسية مصرية، الاولى الى حضور محاضرة ستلقيها رايس في الجامعة الاميركية تتناول رؤية واشنطن لعملية الاصلاح السياسي في المنطقة، والثانية الى لقاء ستعقده مع عدد محدود من حقوقيين وناشطين سياسيين واعضاء في البرلمان. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، تعليقا على ما طالبت به رايس بشأن مراقبة دولية للانتخابات الرئاسية في مصر"إن هذا موقف اميركي تقليدي. وسيتعامل المجتمع المصري مع هذا الامر من خلال الارادة والتوافق المصري الداخلي". وقال ناشطون وسياسيون وحقوقيون مصريون ل"الحياة"إن مسؤولين في السفارة الاميركية اتصلوا بهم اولاً لمعرفة ما إذا كانوا يوافقون على حضور المحاضرة أو الندوة قبل ان ترسل اليهم الدعوات. وقال مصدر في السفارة ان الترتيبات اتبعت لضمان عدم غياب أي مدعو وألا ترسل الدعوة إلا للشخص الذي سيقبلها، تجنباً لمواقف محرجة للوزيرة إذا ما فوجئت بغياب بعض المدعوين. وستلقي رايس محاضرة في الجامعة الاميركية. وقال مصدر في السفارة إنها تتناول الرؤية الاميركية للاصلاح السياسي والاقتصادي لمنطقة الشرق الاوسط بصفة عامة وكذلك وجهة النظر الاميركية بالنسبة للاجراءات التي اتخذتها مصر اخيراً والخاصة بالانتخابات الرئاسية ووجود أكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية بالاضافة الى تقويم الاجراءات التي يتخذها عدد من دول المنطقة بشأن الاصلاح السياسي ايضاً. وستتناول رايس ايضاً خلال تلك المحاضرة وجهة النظر الاميركية بشأن تطورات محادثات السلام الفلسطينية - الاسرائيلية والدور الذي تقوم به الولاياتالمتحدة لتنسيق المواقف بين الطرفين والاعداد للخطوات المستقبلية في هذا الشأن. وستتوجه رايس عقب محادثاتهما مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ الى القاهرة لإلقاء المحاضرة وعقد اجتماع مع المعارضين المصريين. ثم تغادر القاهرة لاستكمال جولتها في منطقة الشرق الاوسط.