انقسمت المعارضة المصرية على مستوى القيادات والشباب في شأن الدعوة إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في آذار (مارس) المقبل، في وقت وجه شباب في المعارضة اتهامات إلى قيادات الأحزاب السياسية المعارضة «بإقصاء الشباب عن العمل والحياة السياسية في مصر». ونفى رئيس حزب «الإصلاح والتنمية» محمد أنور السادات، الذي أعلن الشهر الماضي عدم خوضه السباق الرئاسي، توقيعه على بيان «مقاطعة الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها»، في إشارة إلى بيان صدر عن عدد من الشخصيات بينهم المرشح السابق للانتخابات عبد المنعم أبو الفتوح ومستشار الرئيس السابق عصام حجي. وحمل البيان توقيع السادات الذي أكد ل «الحياة» أن لا علاقة له بهذا البيان وأنه لم يوقع عليه ولم يستشر في صياغته. وقال السادات إنه يتحفظ على المطالب الواردة في البيان التي أشار إلى أنها «لا تخدم المصلحة العامة للدولة المصرية»، في إشارة إلى طلب حل الهيئة الوطنية للانتخابات وإلغاء إجراء الانتخابات الرئاسية. وأكد في تصريحات لصحف مصرية أنه يؤيد «المشاركة في الانتخابات»، والالتزام بالإطار القانوني والدستوري، على رغم عدم ترشحه. وكانت «الحركة المدنية الديموقراطية» التي تضم أحزاب معارضة دعت إلى مقاطعة الاقتراع الرئاسي. وقال المحامي الحقوقي والناشط السياسي شريف هلال ل «الحياة» إن مقاطعة الانتخابات تعيدنا إلى عصر ما قبل ثورة كانون الثاني (يناير) 2011، مؤكداً أهمية مشاركة الشعب في الحياة السياسية، خصوصاً أننا مقبلون على انتخابات رئاسية ومحلية وبرلمانية خلال السنوات الثلاث المقبلة وجميعها تحتاج إلى مشاركة الشعب في الاقتراع، موضحاً أن المقاطعة ستكون لها آثار سلبية كبيرة في مستقبل الحياة السياسية في مصر. وأشار إلى أن أهم مكتسبات ثورة كانون الثاني (يناير) هي «المشاركة في الحياة السياسية»، مشيراً إلى ضرورة العمل على زيادة الوعي السياسي وتشكيله لدى الشعب حتى يستطيع أن يختار الشخص المناسب في الانتخابات المقبلة. وطالب هلال بضرورة العمل من الآن على تجهيز مرشح في الانتخابات الرئاسية في العام 2022، لعدم تكرار ما حدث في السباق الرئاسي الحالي بعد عزوف وتراجع شخصيات عن خوضه لأسباب عدة، لافتاً إلى أن هناك ترتيبات ومشاورات تجري مع شباب المعارضة بخصوص رفض دعوات المقاطعة وإقصاء الشباب عن الحياة السياسية، خصوصاً بعد إقصاء قيادات من المعارضة الداعية للمقاطعة الشباب الرافض تلك الدعوات. وتساءل: «كيف تتهم النخبة السياسية المعارضة في مصر النظام بإقصاء الشباب وفي الوقت ذاته يمارسون هم الإقصاء ضدهم؟». وأشار إلى تحركات في الفترة المقبلة من جانب الشباب لحض الشعب على أهمية المشاركة في الحياة السياسية بغض النظر عن من سيفوز في تلك الانتخابات، لافتاً إلى أن القيادات السياسية والنخب الموجودة حالياً على الساحة هي السبب في ما وصلت إليه الحياة السياسية في مصر. ووجه وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في خطبة صلاة الجمعة أمس، رسائل إلى من «يسعون إلى تأليب الرأي العام»، واصفاً إياهم ب «المنافقين».