تمسك كل من حركة"فتح"و"حركة المقاومة الاسلامية"حماس بموقفها من قرار الغاء نتائج الانتخابات البلدية جزئياً في ثلاث دوائر في قطاع غزة، فيما ينذر الخلاف على"المعركة الانتخابية"بتداعيات سياسية قد تمس التفاهمات التي توصلت اليها الفصائل مع السلطة الفلسطينية في"اعلان القاهرة"حسب ما لمح القيادي في"حماس"محمود الزهار، وهو أمر رفضته"فتح"جملة وتفصيلاً على لسان عضو اللجنة المركزية للحركة عبد الله الافرنجي. وقال الافرنجي ل"الحياة"امس ان"قرار التهدئة قرار فلسطيني يلزمنا جميعاً ولا يحق لأي فصيل ان يلغيه بمفرده... ما تقوم به اسرائيل من استفزازات يندرج في سياسة مبرمجة لارجاعنا الى مربع الصراع العسكري... ولا علاقة للانتخابات بقرار التهدئة". واعرب عن اقتناعه باستمرار التزام"حماس"قرار التهدئة لأنها"لمصلحة حماس وللمصلحة الفلسطينية، واذا ارادت ان تتنصل من ذلك فهذا خطأ وغباء سياسي". ونفى وجود"اي مشكلة"بين الحركتين، كاشفاً ان مؤيدين ل"حماس"يجرون اتصالات مع الدوائر الانتخابية التي ستعاد عملية الاقتراع فيها بعد ثمانية ايام حسب القانون. واوضح ان الطعون التي تقدم بها المواطنون"هي اكبر من ان يتم التغاضي عنها"، مشيراً على سبيل المثال الى ان"عدد الاوراق الانتخابية اللاغية في بيت لاهيا بلغ 15 الف ورقة، اي نحو 47 في المئة من عدد اصحاب حق الاقتراع في هذه الدائرة تحديداً". من جهتها، اعلنت"حماس"رفضها قرارات المحاكم الفلسطينية المختصة بالغاء النتائج الانتخابية. وكانت اصدرت بياناً هاجمت فيه بشدة قرار المحاكم المختصة بالغاء نتائج الانتخابات في ثلاث دوائر انتخابية هي بيت لاهيا والبريج ورفح، حيث حققت الحركة فوزاً ساحقاً. ووصفت"حماس"قرار المحكمة بأنه"سياسي ومؤامرة تهدف الى تزوير ارادة الشعب الفلسطيني والسطو على فوز حماس المستحق". ودعا القيادي في الحركة محمود الزهار في مؤتمر صحافي مساء اول من امس الى"اعادة تشكيل هيئة المحاكم التي تشرف على النظر في الطعون"، لافتاً الى ان القضاة والنيابة والمحامين هم جميعاً من اعضاء"فتح". واضاف:"اننا نجد انفسنا مضطرين الى اعادة النظر في جملة التفاهمات التي تمت اخيراً"، مستدركاً ان"حماس"ما زالت ملتزمة قرار التهدئة، وانها في الوقت ذاته سترد على الاعتداءات الاسرائيلية اذا استمرت و"سنتوقف اذا توقفت". وكانت"حماس"و"فتح"و"لجان المقاومة الشعبية"نفذت هجوماً مشتركاً فجر امس على مستوطنة"كفار داروم"في قطاع غزة اسفرت عن استشهاد احد المهاجمين، مشيرة في الوقت نفسه الى انها ملتزمة الهدنة لكنها ترد على الاعتداءات. وفي الضفة الغربية، تواصلت عمليات الاقتحام وحملات الاعتقال التي ينفذها الجيش الاسرائيلي رغم ما اعلنته مصادر اسرائيلية عن عزم رئيس الوزراء أرييل شارون"تقديم تسهيلات"لمساعدة الرئيس محمود عباس ابو مازن. واشارت صحيفة"هآرتس"الاسرائيلية الى ان دوف فايسغلاس، المستشار الخاص لشارون، سيصل الى واشنطن عشية زيارة"ابو مازن"حاملاً"رزمة تسهيلات"لعرضها على المسؤولين الاميركيين. واضافت ان شارون يسعى بهذه"التسهيلات"الى"سحب ادعاءات متوقعة"سيطرحها الرئيس الفلسطيني خلال زيارته المرتقبة عن عدم التزام اسرائيل تفاهمات شرم الشيخ، اضافة الى ضغوط مارسها المنسق الامني الاميركي الجنرال وليام وورد على الجانب الاسرائيلي. وتابعت الصحيفة ان المقصود بهذه التسهيلات اطلاق الدفعة الثانية من الاسرى 400 اسير وعودة مبعدي كنيسة المهد والضفة الغربية. من جانبه، اعلن"ابو مازن"في ختام زيارته للهند انه لا ينوي تأجيل الانتخابات التشريعية المرتقبة في 17 تموز يوليو المقبل. ومن المقرر ان يتوقف الرئيس في شرم الشيخ لمشاورات مع القيادة المصرية قبل لقائه المرتقب مع الرئيس جورج بوش. في غضون ذلك، افادت صحيفة"ذي غارديان"ان الحكومة البريطانية تدرس تغيير سياستها الشرق الاوسطية وفتح حوار مباشر مع"حماس"و"حزب الله"بعد المكاسب التي يتوقع ان يحققها الجانبان في الانتخابات، مضيفة ان وراء تغيير السياسة رأياً مفاده ان من النفاق تشجيع الديموقراطية في العالم العربي وفي الوقت نفسه رفض نتائجها التي تقضي بالتعامل مع اطراف تعتبر غير مقبولة. ومن شأن هذا التغيير ان يوتر العلاقات مع اسرائيل التي حذرت من خطوة كهذه.