جددت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وحركة"الجهاد الاسلامي"التزامهما التهدئة في ختام اجتماعين منفصلين عقدهما قياديون في الحركتين مع الرئيس محمود عباس ابو مازن استمرا حتى ساعة متقدمة من ليل السبت - الاحد. واكد قياديون في الحركتين وقياديون في حركة"فتح"التزام الحركتين التهدئة المعلنة منذ اسابيع والتي توجت باعلان وقف النار من جانب الفلسطينيين والعمليات العسكرية من جانب اسرائيل في قمة شرم الشيخ التي عقدت الثلثاء الماضي. وجاء اعلان الحركتين ليضع حدا ل"لعبة شد الحبل"بين السلطة و"حماس"منذ القمة وحتى مساء السبت، وليفتح الطريق مجددا امام توصل الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي الى هدنة ثابتة طويلة نسبيا تمهد الطريق امام المفاوضات والتوصل الى اتفاقات قد تضع حدا لصراع دام اكثر من ستة عقود. واكد القيادي في"حماس"الدكتور محمود الزهار للصحافيين في اعقاب الاجتماع مع"أبو مازن"في مقر الضيافة في مدينة غزة التزام الحركة التهدئة التي تم التوصل اليها معه قبل توجهه الى قمة شرم الشيخ. واللافت في هذا الشأن تخلي"حماس"و"الجهاد"عن فكرة الرد على الخروق الاسرائيلية في حال وقعت، علما ان اسرائيل تعهدت التزام التهدئة من جانبها ايضا. وقال الزهار:"الان وضعنا آلية تقول انه اذا حدث خرق من الجانب الاسرائيلي سيكون هناك لقاء بيننا وبين السلطة الوطنية لوضع آليات الرد على هذا العدوان"، وهو ما يعني عمليا عدم الرد. واضاف:"تم الاتفاق خلال الاجتماع على رجوع الحركة اليه عباس والاجتماع معه في حال اقدام اسرائيل على اي خرق لوقف النار او التهدئة"، مستدركا انه"في حال كان العدوان اجتياحا او اغتيالا، فإن الرد سيكون كما اعتادت الحركة"، في اشارة الى نيتها الرد بتنفيذ عمليات داخل اسرائيل او قصف المستوطنات بالصواريخ او قذائف الهاون. "الجهاد": لا هدنة قبل التنسيق مع قيادتنا في الخارج من جانبه، اكد القيادي في"الجهاد"الشيخ نافذ عزام للصحافيين في اعقاب اللقاء الذي تلا اجتماع الرئيس مع"حماس"، ان الحركة ملتزمة التهدئة. وقال:"ان الحركة مستمرة في اجواء التهدئة الحالية التي اعلنت عنها قبل اكثر من اسبوعين، الا انها لن تعلن هدنة او وقفا لاطلاق النار، الا بعد ان تدرس"مع قيادات الحركة في داخل فلسطين وخارجها ما تم الاستماع اليه خلال اللقاء مع الرئيس. وكان"ابو مازن"اطلع قياديي الحركتين على ما دار في قمة شرم الشيخ، سواء في اللقاء الثنائي مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون الذي جرى خلف ابواب مغلقة او اللقاء الرباعي العلني. بدورها، اكدت مصادر في حركة"فتح"التي شارك قياديون منها في اللقاءين التزام الحركتين التهدئة. وقالت ل"الحياة"ان قياديي الحركتين تعهدوا التزام الحركتين التهدئة وعدم الرد على الخروق الاسرائيلية، واصفة اللقاءات بأنها حققت نتائج ايجابية ومثمرة. مركزية"فتح"تبحث تشكيل الحكومة وبعدما اغلق عباس نافذة مهمة وضمن ورقة التهدئة في جيبه، توجه امس الى حركته،"فتح"، حيث رأس اجتماعا للجنتها المركزية في مدينة غزة. وجاء الاجتماع في اطار سلسلة من اللقاءات التي تعقدها هيئات الحركة القيادية اللجنة المركزية والمجلس الثوري للخروج من الازمة الطاحنة التي تمر بها، ومدى التراجع غير المسبوق الذي وصلت اليه شعبيتها في الشارع الفلسطيني. والى جانب القضية الاهم التي استحوذت على معظم اوقات اجتماعات هيئات الحركة، وهي المتعلقة بكيفية اعادة الحركة الى سابق عهدها، وضمان فوزها في الانتخابات المحلية والتشريعية المقبلة بعد الهزائم التي مني بها مرشحوها، فإن التشكيلة الحكومية المنتظرة كانت القضية الثانية الاكثر الحاحا على جدول اعمال اجتماع اللجنة المركزية التي ما فتأت تقرر منفردة في الشأن الداخلي الفتحوي والوطني العام على حد سواء، وهو ما اثار انتقادات من الفصائل الاخرى، وايضا من داخل البيت الفتحاوي نفسه. ورفض عضو اللجنة عبدالله الافرنجي التطرق الى الاسماء الجديدة المتوقع انضمامها الى الحكومة الجديدة او تلك التي ستخرج بلا عودة منها، بعدما رافقتها سلسلة طويلة من الاتهامات عن دورها في الفساد و اهدار المال العام وسوء استخدام السلطة والنفوذ والتسبب في الهزائم الانتخابية وسوء الادارة وغيرها. كما نفى ما تردد عن وجود خلافات بين عباس ورئيس الحكومة احمد قريع يتعلق بتركيبة الحكومة التي لن تكون اكثر من حكومة تسيير اعمال حتى تتم انتخابات المجلس التشريعي الصيف المقبل. اسرائيل تعيد جثث 51 شهيدا الى ذلك، اعلنت وزارة الصحة الفلسطينية امس ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي ستسلم الجانب الفلسطيني جثامين 15 شهيدا سقطوا اثناء تنفيذهم عمليات ضد اهداف اسرائيلية في اوقات سابقة. واضافت في بيان ان جثامين الشهداء كانت محتجزة في معهد الطب الشرعي في أبو كبير في اسرائيل. ونشرت الوزارة قائمة باسماء الشهداء الذين ستصل جثامينهم الى القطاع اليوم وغدا. واشارت الى انها كانت ارسلت عينات من الحمص النووي الوراثي دي ان ايه في وقت سابق لعائلة كل شهيد على حدة، للتعرف الى هويات الشهداء. يذكر ان اسرائيل تحتجز جثامين عشرات الشهداء الذين سقطوا ابان الانتفاضة الحالية او خلال سنوات سابقة، في جريمة تعد انتهاكا صارخا للاعراف الانسانية والقوانين الدولية والشرائع السماوية.