أكدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عقب اجتماعها مع الوفد المصري إدانتها لكافة أشكال التصعيد التي تؤدي الى توتير العلاقات الوطنية الفلسطينية، وقال جميل مجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في أعقاب انتهاء الاجتماع ان جبهته دعت الى ضرورة تصويب الوضع القائم وذاك بإعادة النظر في قانون الانتخابات الحالي، موضحا ان الجبهة مقتنعة ان القانون الحالي غير مناسب للأوضاع الفلسطينية لأنه قانون إقصائي سيظل يشكل الأساس الموضوعي لاستمرار التوتر والتناقضات الداخلية الفلسطينية. وأوضح مجدلاوي أن وفد الجبهة ابلغ الوفد المصري ضرورة اعتماد مبدأ التمثيل النسبي في الانتخابات المحلية والبلدية ومبدأ التمثيل المختلط بالمناصفة على الأقل في الانتخابات التشريعية المقبلة لان هذا من شأنه معالجة حالة الصراع القائم بشكل جذري. وأشار الى ان الجبهة قدمت خلال اللقاء اقتراحا من الممكن ان يساهم في الحد من التوتر الدائر بين حركتي (فتح) و(حماس)، موضحا ان الاقتراح يتمثل بتشكيل لجان متفق عليها لإدارة المجالس المحلية أو البلدية المختلف عليها وذلك حتى إعادة الانتخابات فيها بشكل نزيه. وعبر مجدلاوي عن امله ان تسهم الجهود القائمة في اعادة الامور الى طبيعتها واعادة النظر في التوتر الحاصل من اجل توفير الهدوء والأجواء المناسبة لادارة حوار فلسطيني فلسطيني. من جهة أخرى قال نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ان وفد حركته ناقش عدداً من القضايا أهمها مسالة ما تشهده الساحة الفلسطينية من تجاذب على خلفية الانتخابات وحكم بعض المحاكم إضافة إلى موضوع التهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية. واوضح عزام انه تم الاتفاق مع الوفد المصري على ضرورة احتواء الازمة بين (حماس) و(فتح) موضحا ان حركته ابدت استعدادا للقيام بوساطة مشتركة بين حركة الجهاد والوفد المصري لانهاء التوتر بين (حماس) و(فتح) والبحث في صيغ للخروج من هذه الأزمة التي لن يستفيد منها احد في الساحة الفلسطينية. وفيما يتعلق بموضوع التهدئة أشار عزام الى ان وفد حركته أوضح ان الفلسطينيين ملتزمون بالتهدئة وان إسرائيل هي من تقوم بخرقها ولم تفِ بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها في قمة شرم الشيخ وأوضح ان حركته طالبت الوفد بضرورة ممارسة ضغوط على إسرائيل من اجل تقديم خطوات على الأرض. كما اجتمع وفد من قيادة الجبهة الديمقراطية مكون من صالح زيدان ورمزي رباح وعبد الحميد ابو جياب وصالح ناصر مع الوفد المصري، وتناول اللقاء إعلان القاهرة وضرورات تنفيذه خاصة ما يتعلق منه بالإصلاح وترتيب البيت الفلسطيني وكذلك التهدئة من اجل بناء وحدة الصف الفلسطيني لمواجهة التحديات الكبرى القادمة وخاصة احتمالات انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي وإخلاء المستعمرات من قطاع غزة. وأكد وفد الجبهة ان أجواء الاحتقان والتوتر التي يشهدها قطاع غزة ناجمة عن تفاقم حدة الاستقطاب الثنائي الضار نتيجة إجراء الانتخابات المحلية وفق قانون الأكثرية التعددية وان الخروج من الأزمة وتحقيق الحل الوطني الشامل يكون من خلال إصدار قانوني الانتخابات المحلية والتشريعية على أساس التمثيل النسبي الكامل مع أنصاف المرأة والشباب فهذا هو مدخل الشراكة السياسية وتطبيق مبدأ شراكة في الدم شراكة في القرار وطريق الإصلاح الديمقراطي الشامل. وأوضح الوفد ان هذا يتطلب وضع سقوف زمنية لإصدار قوانين الانتخابات الجديدة وفق إعلان القاهرة باعتبار ذلك طريقاً لتصحيح العلاقات الوطنية الفلسطينية وعدم التعويل على العلاجات التكتيكية للمأزق القائم لأنها ستكون مؤقتة. وشدد الوفد على ضرورة اجتماع وانجاز اعمال اللجنة الخاصة بتفعيل وتطوير منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني. واشار الى اهمية الدور المصري في متابعة تنفيذ اعلان القاهرة باعتبار مصر راعيته، وأكد الوفد على ان استمرار اسرائيل في اعتداءاتها وخروقاتها وعدم تطبيق اسرائيل لالتزاماتها في شرم الشيخ او خارطة الطريق تجعل التهدئة هشة وقابلة للانهيار وهو ما تتحمل مسئوليته الحكومة الاسرائيلية. وطالب وفد الجبهة بالتحرك من اجل قيام المجتمع الدولي بمسؤولياته للضغط على إسرائيل خاصة لوقف جميع أشكال العدوان بما فيه وقف بناء الجدار العنصري والاستيطان والتهويد والإفراج عن الأسرى والمعتقلين. وكان عبد الله الافرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة (فتح) شدد على ضرورة حل أي خلافات بين الفلسطينيين بالحوار الأخوي نافيا وجود أي صراع بين حركتي (فتح) و(حماس). وأعرب الافرنجي في مؤتمر صحافي عقد في فندق البيتش بمدينة غزة مساء الاثنين الماضي، بعد لقاء وفد من حركة (فتح) بالوفد الامني المصري - عن استعداده للقاء القيادي في حركة (حماس) الدكتور محمود الزهار، نافيا وجود اي صراع بين حركتي (حماس) و(فتح). وقال الإفرنجي: أن زيارة الوفد الامني المصري الذي التقته قيادة حركة (فتح) لا تعتبر وساطة أو تدخلا في الشأن الفلسطيني فالاخوة في مصر يساندون ويدعمون القضية الفلسطينية. وأضاف: اننا لا ننظر الى العملية الانتخابية على انها صراع بيننا وبين الاخوة في حماس، مؤكدا على ان التنافس مع حركة (حماس) تنافس أخوي ولا ننظر الى الأخوة في حماس على أنهم أعداء. وأضاف قائلاً: إنني لست في عداء مع الدكتور محمود الزهار على الإطلاق وانظر له كقائد فلسطيني احترمه ولي الحق في الاختلاف معه وله الحق في الاختلاف معي كذلك وإبداء وجهة نظره في أي مسألة سياسية، والخلاف يجب الا يقود الى الحالة التي نعيشها الآن من تشنج واحتقان.