في الذكرى الثلاثين لرحيل كوكب الشرق صدر كتاب يتضمن ذكريات زوجها الاول الموسيقار الراحل محمود الشريف عن علاقته بها وعن اللحن الوحيد الذي كان يمكن ان يجمع بينهما. ويقول مؤلف كتاب"انا والعذاب وام كلثوم"الناقد السينمائي طارق الشناوي ان الموسيقار الشريف اكد له ان"اللحن الوحيد الذي وضعه لام كلثوم كان لحن اغنية"شمس الاصيل"قبل زواجه منها، لكن بعد انفصالها اثر الضغوط التي تعرضت لها ام كلثوم من القصر الملكي قام بتمزيق اللحن والقائه من شرفة منزله الى الشارع". كان هذا اللحن بداية تعارف محمود الشريف وكوكب الشرق عن طريق المذيع محمد فتحي"كروان الاذاعة"صديق ام كلثوم الذي كان يقدم حفلاتها التي تبثها الاذاعة مباشرة، وذلك عندما طلب منه ان يلحن لها كلمات"شمس الاصيل"التي كتبها بيرم التونسي. ويحوي الكتاب وثيقة مصورة عن كلمات القصيدة مكتوبة بخط ام كلثوم كانت قدمتها الى الشريف خلال عملهما معاً على اللحن بعدما شدت انتباهها الحانه لليلى مراد ومحمد عبد المطلب وكارم محمود وسعاد محمد. خلال ذلك نشأت علاقة عاطفية قوية بينهما، ووافقت ام كلثوم على الزواج منه رغم الضغوط، بل يقال انها كانت مستعدة لاعتزال الغناء كما قالت ردا على سؤال للصحافي مصطفى امين. لكن الشريف لم يكن يفكر في اعتزالها بل كان يرى فيها تجسيداً لحلم حياته ببناء"مسرح ثومة"لايمانه بأن المسرح الغنائي هو المستقبل الحقيقي لهما. ويروي الكتاب انه كان لخبر خطوبتهما وزواجهما وقع الصاعقة على عشاق ام كلثوم، فالشاعر احمد رامي الذي كان متيماً بها خرج من بيته بالبيجامة واستقل المترو حيث نبهه محصل التذاكر الى ذلك فعاد الى المنزل. كما اسرع زكريا احمد الى منزلها لكن لم يسمح له برؤيتها بحجة انها متعبة لكنه كان يعلم ان محمود شريف عندها فشتمهما وغادر المنزل غاضباً. وكان وقع الخبر اكثر قسوة على الفنان محمد القصبجي الذي ترك التلحين واكتفى بالعزف وراءها على العود بعدما لحن لها رائعة"رق الحبيب"، فقد حمل مسدساً واقتحم غرفة نوم ام كلثوم وكان معها محمود الشريف مهدداً اياهما بالقتل قبل ان يسقط المسدس من يده امام نظراتها الغاضبة لكن هذا لم يشفع له اذ قدم فيه الشريف بلاغاً للشرطة يتهمه بالشروع في قتله وام كلثوم. بعد انفصالهما اثر تدخل القصر الملكي وتفضيل ام كلثوم حياتها الفنية على استمرار ارتباطها بمحمود الشريف، طلبت من الفنان رياض السنباطي ان يلحن لها اغنية"شمس الاصيل"التي غنتها بعد مدة من الانفصال. لكن الامور لم تقف بينهما عند هذا الحد بل ازدادت تفاقماً. فبعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 هب الفنانون للمساهمة في مقاومته وقررت قيادة الثورة اختيار النشيد الوطني من بين ثلاثة اناشيد قدمت خلال هذا العدوان:"الله اكبر"الذي لحنه الشريف واداه الكورال و"والله زمن يا سلاحي"لأم كلثوم كلمات صلاح جاهين وألحان كمال الطويل و"دع سمائي"لفايدة كامل كلمات كمال عبد الحليم وتلحين علي اسماعيل. في البداية اختير نشيد"الله اكبر"إلا أن ام كلثوم تدخلت لدى الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لاختيار"والله زمن يا سلاحي"بدلاً منه، كما يروي الكتاب. وعلى رغم النجاح الكبير الذي حققه الشريف الذي لحن لأهم الأصوات في مصر في ذلك الوقت، مثل عبد الحليم حافظ الذي غنى له"يا سيدي امرك"و"حلو وكداب"وشادية وليلى مراد وغيرهم فإنه بقي يشعر بالمرارة لأن ام كلثوم لم تغن من الحانه. وقال مرة بحسرة:"كل الاصوات غنت لي، الكبيرة والصغيرة والشهيرة وغير ذلك، إلا صوت واحد مع انه كان اقربهم الى قلبي وعودي".