أعلنت الحكومة العراقية أمس اعتقال سبعاوي ابراهيم الحسن التكريتي، الأخ غير الشقيق للرئيس المخلوع صدام حسين، ولم توضح ظروف اعتقاله، لكن مقربين من عائلته قالوا ل"الحياة"ان العملية تمت"بموجب صفقة ستظهر تفاصيلها قريباً". في غضون ذلك، استمرت حملات الدهم والاعتقال في مختلف أنحاء العراق، خصوصاً في الموصل، وقتل 23 عراقياً وجنديان اميركيان في اشتباكات متفرقة، فيما دعا المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني الى اشراك السنة الذين قاطعوا الانتخابات في العملية السياسية. وأفادت الحكومة العراقية في بيان أمس ان"قوات الأمن ألقت القبض على المجرم سبعاوي ابراهيم الحسن التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين وأحد قادة الاجهزة الأمنية القمعية للنظام المقبور والذي قام بقتل وتعذيب أبناء الشعب العراقي". وكان رئيس الاستخبارات التابعة لوزارة الداخلية حسين علي كامل قال ان"سبعاوي ابراهيم الحسن الأخ غير الشقيق لصدام حسين مقبوض عليه في العراق"، من دون ان يعطي المزيد من التفاصيل عن تاريخ اعتقاله ومكانه. ونقل بيان الحكومة عن ثائر حسن النقيب، الناطق باسم رئيس الوزراء اياد علاوي، قوله ان"اعتقال سبعاوي يأتي ضمن تصميم الحكومة على مطاردة واعتقال جميع المجرمين الذين ارتكبوا مجازر والملطخة ايديهم بدماء الشعب العراقي ومن ثم تقديمهم الى العدالة لينالوا جزاءهم". واشار البيان الى ان سبعاوي"ساهم بشكل فاعل في التخطيط والاشراف على الكثير من الاعمال الارهابية داخل العراق". وشغل سبعاوي الذي يحتل المرتبة 36 على لائحة المطلوبين الخمسة والخمسين، منصب مستشار لصدام ومنصب مدير جهاز الاستخبارات. لكن المقربين من عائلته قالوا ل"الحياة"ان اعتقاله"لا يشكل ضربة للمقاومة ولن يؤثر في عملها، فهو ثمن رخيص وجزء من مساومة"، وأضافوا ان"ارتباطه بالمقاومة ليس اكيداً والمعلومات الأمنية التي في حوزته قديمة لا قيمة لها حالياً". يذكر ان مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الأوسط وليام بيرنز سلم في ايلول سبتمبر الماضي الى سورية قائمة باسماء مسؤولين عراقيين سابقين بينهم سبعاوي. وقال انهم موجودون في دمشق وطالبها بتسليمهم. لكن الجانب السوري نفى علمه بوجودهم، وأعلن يومها ان القائمة تضمنت معلومات"مغلوطة"، مؤكداً في الوقت ذاته انه لن يسمح لأي طرف باستخدام الأراضي السورية لارتكاب جرائم بحق الشعب العراقي. وبعد القبض على سبعاوي، يبقى عشرة مسؤولين مطلوبين على هذه اللائحة طلقين، ابرزهم نائب الرئيس السابق عزة ابراهيم الدوري الذي يحمل الرقم ستة على اللائحة ويشتبه في توليه تنسيق الهجمات التي تتعرض لها القوات الأميركية. الى ذلك، زار وفد من لائحة"الائتلاف العراقي الموحد"التي فازت في الانتخابات العامة السيستاني في مقر اقامته في النجف أمس. وقال عضو الوفد حسين الشهرستاني ان"الوصية الأساس في العمل التي أوصى بها السيد السيستاني هي العمل على اشراك جميع العراقيين في العملية السياسية". وأضاف انه قال ان"العراقيين ليسوا اخوانكم بل هم أنفسكم، فكل من هو غائب عنكم أو هو بعيد لسبب من الأسباب عليكم أن تراعوا حقوقه وأن تدافعوا عنها وتثبتوها في الجمعية الوطنية". في اربيل، أكد نائب الرئيس العراقي ورئيس البرلمان الكردستاني روز نوري شاويس في مؤتمر صحافي ان الأكراد ما زالوا متمسكين بالحصول على أحد المنصبين الرئاسيين في الحكومة الجديدة. أمنياً، أعلن الجيش الأميركي في بيان أمس ان عنصرين من جنوده قتلا وجرح آخران السبت في هجوم بقنبلة يدوية تلاه اطلاق نار في بغداد. كما أعلن ان جندياً آخر من سلاح مشاة البحرية المارينز قتل في محافظة بابل"خلال عملية لإحلال الأمن والاستقرار". وقتل ثمانية أشخاص وأصيب اثنان آخران على الأقل في هجوم بالمتفجرات أمس داخل مبنى بلدية حمام العليل جنوب الموصل. ولقي 15 شخصاً مصرعهم في أماكن متفرقة، خصوصاً في ما يعرف ب"مثلث الموت"معظمهم من الشرطة والحرس الوطني. وبث موقع اسلامي أمس شريط فيديو نسب الى مجموعة الاسلامي الأردني"أبو مصعب الزرقاوي"، ظهر فيه عقيد في الشرطة قالت المجموعة انها أسرته، واسمه سالم عزيز صالح وهو مدير الشؤون الداخلية في شرطة ديالى شمال بغداد، وقد أعلن"التوبة"ودعا"كل منتسبي الشرطة والجيش الى ان يتركوا عملهم لأنه إعانة للكفار المحتلين". وأكد الرجل الذي كان يتلو على ما يبدو بياناً تحت التهديد، انه لم"يسبق لي ان عملت بالتعاون أو اجتمعت مع قوات الاحتلال أو زودتهم أي معلومات ضد المجاهدين".