اظهر استطلاع للرأي أجراه مركز شبه حكومي اردني في خمس دول عربية ان النظرة المعادية للغرب في الشرق الاوسط سببها الاول السياسات الخارجية الغربية الموجهة للعرب وليس الدين الاسلامي او قناة"الجزيرة". وأظهر الاستطلاع الذي اجراه مركز الدراسات الاستراتيجية وشمل الاردن والاراضي الفلسطينية ولبنان وسورية ومصر ان نظرة العرب اكثر ليونة تجاه فرنسا على عكس نظرتهم الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا بسبب سياساتهما الخارجية وخصوصاً تلك الموجهة للشرق الاوسط. وتناول الاستطلاع الذي شمل اربع عينات في كل بلد وهي عينة وطنية من 1200 شخص وعينة من طلاب الجامعات مكونة من 500 طالب وعينة من 120 اعلاميا واخرى تضم 120 اقتصاديا نظرة العرب الى موقع الاسلام في السياسة وتعريف الارهاب واهمية القنوات الفضائية في تشكيل تفكير المواطن العربي. واوضحت نتائج الاستطلاع ان الشارع العربي لا يرى ان الصراع مع الغرب ناتج عن الدين او الثقافة، وان العرب لا يشعرون ان هناك معركة بين"الاسلام والصليبيين"او ان هناك"صراعا بين الحضارات". واعرب حوالي الثلثين من الذين شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم بأن التعصب الديني مشكلة في الوطن العربي والغرب. ويرى معظم الذين شملهم الاستطلاع ان السياسات الاميركية الخارجية يؤثر فيها بشكل كبير"اللوبي الصهيوني"او مصالح اسرائيل، خصوصاً في الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. واعتبر كثيرون كذلك أن الحرب الاميركية على العراق لم تكن مبررة وانها جاءت لضمان امان حدود اسرائيل والسيطرة على خيرات العراق. وقال فارس بريزات وهو محلل سياسي من المركز ل"رويترز"ان الاستطلاع جاء في وقت كثر فيه الحديث عن رؤية العرب للغرب. وقال ان المركز حاول في هذه الدراسة النظر الى الموضوع من مختلف المجالات من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وخلص الاستطلاع الى ان نظرة العرب لفرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة من ناحية ثقافية واجتماعية كانت على انهم عالم واحد، الا ان المشاركين في الاستطلاع فرقوا بين تلك الدول من الناحية السياسية. واما نظرة العرب للارهاب فهي مصبوغة بطابع سياسي اي اذا كانت اعمال العنف والجماعات او المنظمات التي تقوم بها تمثل ردا على تهديدات اميركية او اسرائيلية فان معظم العرب يرون انها مشروعة. ويعني ذلك ان المنظمات التي ترى ان الولاياتالمتحدة ارهابية ينظر اليها العرب على انها مقاومة مشروعة مثل"حماس"و"حزب الله". اما تنظيم"القاعدة"فقال بريزات ان ثلثي الاردنيين والفلسطينيين يعتبرونه مقاومة مشروعة كذلك، الا انه كان نقطة خلاف في الدول الاخرى. كما اظهر الاستطلاع ان مشاهدة القنوات الفضائية العربية كقناة"الجزيرة"الاخبارية لا تغذي روح الكراهية للغرب. وقال الاستطلاع ان"النظرة السلبية للولايات المتحدة وبريطانيا ستزداد، الا اذا جرى تغيير كبير في سياساتهما الخارجية". واعرب المشاركون في الاستطلاع عن اعتقادهم بأن المزايا الحسنة في ثقافات الغرب لا تنعكس في سياسته الخارجية.