سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الصدر يطالب السنة ب "التبرؤ" من الزرقاوي بعد تبنيه تفجيرات قتلت 111 عراقياً . الأكراد وافقوا على تعديلات دستورية بوساطة أميركية واللجنة الوزارية العربية ستشكل وفداً لزيارة بغداد
بعد أقل من 24 ساعة على مجزرة بلد التي راح ضحيتها 99 قتيلاً نفذت جماعة"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي عملية أخرى في الحلة أسفرت عن مقتل 12 عراقياً واصابة 47 آخرين. وفيما طالب الزعيم الشيعي مقتدى الصدر السنة ب"التبرؤ"من الزرقاوي دعا ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء الشيعة الى الصبر، محذراً من أن"ملايين الأرواح ستذهب اذا نفد"صبرهم. على صعيد آخر بدأ السفير الاميركي لدى العراق زلماي خليل زاد سباق اللحظات الآخيرة لضمان تأييد السنة للدستور، فأطلق مبادرة لتعديل بعض بنوده. وعلمت"الحياة"أن الأكراد وافقوا على التعديلات وما زالت الكتلة الشيعية تدرسها. وجاءت مبادرة السفير وسط جدل في أوساط الادارة الاميركية حول الدستور وتأكيد القادة العسكريين الأميركيين ان اقراره لا يعني نهاية العنف، خصوصاً اذا لم يوافق السنة عليه. الى ذلك، يعقد وزراء خارجية 8 دول عربية اجتماعاً في جدة غداً لمناقشة شكوى الحكومة العراقية الدائمة من"فتور"الدور العربي، ويتوقع ان يشكل الوزراء وفداً للاطلاع على الأوضاع"ميدانياً". وقُتل 12 شخصاً بينهم ثلاث نساء وطفلان وجُرح 47 بانفجار سيارة مفخخة في سوق مزدحمة وسط مدينة الحلة، في حين ارتفعت حصيلة قتلى عمليات التفجير الثلاث في مدينة بلد الى 99 قتيلاً معظمهم من المدنيين. وأوضحت الشرطة أن السيارة المفخخة كانت متوقفة في سوق العمار للفواكه والخضار وفُجرت بواسطة التحكم من بعد. وأغلقت الشرطة لاحقاً هذه السوق، فيما نقل رجال الاسعاف المصابين وجثث القتلى وسط بقع من الدماء. وتدفق عدد من النساء على مستشفى البلدة باكيات لاستطلاع الأنباء عن ذويهن. كما روى أحد الجرحى كيف نجا من الانفجار الذي وقع فيما كان يدفع عربته الصغيرة فألقي بعيداً وسقط على الأرض مصاباً. ويأتي هذا الاعتداء في وقت ارتفعت حصيلة انفجار ثلاث سيارات مفخخة في مدينة بلد الشيعية الى 99 قتيلاً و124 جريحاً، وفقاً لمدير مستشفى بلد قاسم حاتم القيسي. وفي الكوفة قال الصدر، في خطبة الجمعة التي ألقاها نيابة عنه مساعده الشيخ أوس الخفاجي:"أدعو اخواننا في الدين ابناء السنة الذين رفعوا شعار المقاومة ضد الاحتلال برفع شعار الاستنكار ضد صنائع الاحتلال، وعلى رأسهم ابو مصعب الزرقاوي، اكذوبة الاحتلال ووسيلتهم لتحقيق مصالحهم، ومن بينها تشتيت المسلمين"وناشد السنة"التبرؤ من الارهاب الزرقاوي لأنه تبرؤ من الاحتلال". واتهم الصدر قوات التحالف باستخدام الزرقاوي لبث الفرقة بين أبناء العراق، ولفت الى ان"مواقف الاحتلال والزرقاوي المتقاربة اتضحت في حادثة البصرة التي اعتقل خلالها جنديان بريطانيان يحملان عبوات متفجرة وأسلحة". وحذر الشيخ عبدالمهدي الكربلائي، ممثل المرجع الشيعي الاعلى آية الله علي السيستاني في كربلاء، في خطبة صلاة الجمعة من نفاد صبر الشيعة امام اعمال العنف والقتل. وقال:"لا يتحمل بعضهم سقوط العشرات من اتباع اهل البيت، وقد يسأل بعضهم الآخر الى متى نصبر على هذه المجازر؟ نحن نقول ان هؤلاء الارهابيين يريدون ان يجرونا الى حرب اهلية واذا ما حدث هذا فلا يعلم الا الله متى تنتهي وكم من الدماء ستجري". واكد محذراً:"ستذهب الملايين وليس آلاف الارواح ناهيك عن الخراب العمراني. فلا بد لنا من الصبر والتحمل". ودعا الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان، ستيفان دوجاريك"الذين يرفضون المشاركة في العملية السياسية الى عدم حرمان الآخرين من حقهم بالمشاركة من خلال العنف". ودعا جميع العراقيين الى"عدم السماح للعنف بألا يعيقهم"والى"التعبير عن أنفسهم سلماً من خلال العملية السياسية ابتداء من الاستفتاء على مسودة الدستور الدائم". الدستور في بغداد باشر خليل زاد مفاوضات اللحظات الاخيرة مع الشيعة والاكراد لتعديل مسودة الدستور لضمان تأييد العرب السنة قبل 15 يوماً من الاستفتاء على هذا النص. وصرح رئيس اللجنة الدستورية من قائمة الائتلاف"الشيعية"همام حمودي ان"وفداً من السفارة الاميركية طرح ورقة الاقتراحات التي قدمها العرب السنة الى الاطراف الكردية خلال زيارة الى كردستان العراق". وعدد النقاط الرئيسية التي تضمنتها الورقة كالآتي:"اولا يكون العراق دولة واحدة والدستور يحافظ على هذه الوحدة، ثانياً، تأكيد استعمال اللغة العربية في اقليم كردستان، ثالثاً، يتم تعديل الدستور من خلال استفتاء وليس من خلال الحصول على ثلثي اصوات الجمعية الوطنية البرلمان". واكد حمودي ان"هذه النقطة مرفوضة وليست صحيحة لانها تؤدي الى عدم استقرار البلاد". وقال:"لا مانع لدينا من اضافة الفقرتين الاولى والثانية في حال الاتفاق عليهما في الجمعية الوطنية، على ان يتم اعلانهما لاحقاً في الصحف المحلية ووسائل الاعلام الوطنية". واشار الى ان"التعديل والحذف في الدستور غير مقبول ولكن التعديل الذي طرحه السفير الاميركي اضافة جديدة". وتابع:"نريد دستورا لكل العراقيين ونريدهم ان يشعروا بأنهم موجودون في هذا الدستور". واعرب عن اسفه"لان تكون بوابتهم العرب السنة من خلال السفارة الاميركية والبريطانية، في حين ان ابوابنا مفتوحة والجمعية والكتل السياسية أبوابها مفتوحة". وزاد:"أبلغت السفارة الاميركية اننا نرحب بأي اضافة من الاخوة الاكراد من دون الاشارة الى العرب السنة لاننا نريد دستورا لكل العراقيين". وكان السفير الاميركي توجه الاربعاء الى كردستان حيث التقى الرئيس جلال طالباني وزعيم الحزب"الديموقراطي الكردستاني"مسعود بارزاني. في واشنطن، انتقد أعضاء بمجلس الشيوخ أداء البنتاغون في العراق، وتساءل بعضهم خلال جلسة استماع امام لجنة القوات المسلحة عن المدة التي ستمضيها القوات الأميركية في العراق، وعبر بعضهم الآخر عن قلقه من تدني قدرات قوات الامن العراقية، فيما شدد رئيس هيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز على ان العراق"معركة صعبة". وقال كيسي في الجلسة:"في رأيي الذي يستند الى محللي الاستخبارات لديّ فإن هذا الأمر اقرار الدستور يعتبر مرجحاً"، وتوقع"مشاركة سلبية في الاستفتاء من الأقلية السنية". ورجح ان يؤدي التصويت السني السلبي الى تدهور الوضع السياسي. لكن وزير الدفاع دونالد رامسفيلد اعتبر ان"نية السنة المشاركة في هذا الاستفتاء"أمر"ايجابي". وحذر مسؤولون في الادارة الأميركية من تداعيات فشل اقرار الدستور، وتحول العراق الى الفوضى. ونقلت صحيفة"نيويورك تايمز"عن مسؤول رفيع في الادارة الأميركية ان"اقرار الدستور أمر مهم للغاية للحفاظ على الزخم السياسي الذي تولده العملية السياسية". وحذر مسؤولون أميركيون من انه مهما كانت نتيجة الاستفتاء، فإن العنف سيتصاعد كثيراً. ومن جهة أخرى، كرم الرئيس جورج بوش رئيس هيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز الذي تقاعد أمس بعد 40 سنة من العمل العسكري برز فيها خلال الحروب في فيتنام وأفغانستان والعراق، بانتظار أن يتسلم الجنرال بيتر بايس زمام القيادة ليكون أول قائد أعلى للجيش الأميركي من صفوف البحرية. وأثنى بوش على رصيد مايرز 63 عاماً المهني وعلى انجازاته"التاريخية"في العراق وأفغانستان التي جعلت"العالم أكثر سلاماً". وحيا صفاته القيادية خلال احتفال خاص حضره رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ورئيس البنك الدولي بول وولفويتز. وأكد استمرارية هذا الخط القيادي مع الجنرال بيتر بايس المتوقع تسلمه المنصب رسمياً الأسبوع المقبل.