تثير مواقف رئيسي الجمهورية والحكومة في العراق غازي الياور واياد علاوي المؤيدة لمشروع الفيديرالية الكردية غضب واستياء القوميين المتشددين في الوسطين الشيعي والسني، لا سيما التصريحات اللافتة التي أدلى بها الياور في كردستان واكد فيها مساندة الفيديرالية، واعداً بتسوية مشكلة كركوك بما يرضي الاكراد. ويبدو ان تنسيق المواقف بين الياور وعلاوي بلغ من التوافق ما يؤدي الى طمأنة الاكراد في منطقة كردستان العراق بأن موضوع الفيديرالية غير قابل لاي تراجع في ظل تقارير تحدثت عن دور محوري للزعيمين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني في تزكية ترشيح الياور وعلاوي لمنصبيهما. وذهبت بعض المعلومات الى حد القول ان طالباني وبارزاني خاضا معركة سياسية صعبة مع الاميركيين لثنيهم عن ترشيح عدنان الباجة جي لرئاسة الجمهورية لمصلحة الياور. وقال نور شيروان مصطفى امين، نائب جلال طالباني ل"الحياة" ان اي تراجع من قبل الاطراف والاحزاب العربية في العراق عن تحقيق حقوق الاكراد في الفيديرالية سيفضي الى اندلاع الصراع العربي - الكردي مجدداً، مضيفاً ان الحق الكردي في اقامة فيديرالية كردستان يسانده نضال الاكراد ضد النظام السابق. واكد همام باقر حمودي، المستشار السياسي لرئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ل"الحياة" ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف تعارض الفيديرالية الكردية بالطريقة وبالطرح الذي يريده الاكراد، مشيراً الى ان مكتب المرجع الاعلى علي السيستاني يتطلع الى اعادة بحث فقرات تتعلق بالفيديرالية في قانون ادارة الدولة الموقت. وفي موازاة ذلك، فإن موقف هيئة علماء المسلمين في العراق بدا اكثر تشددا في اعطاء الاكراد اي حقوق فيديرالية في مؤشر يدحض ما قيل عن تحالف بين الاكراد وغالبيتهم من السنة وبين السنة العرب في مواجهة هيمنة شيعية على خلفية تركيبة الحكم في بغداد. وعلى رغم ان الكثير من الجهود بذل لتوطيد التقارب بين الزعيمين الكرديين وبين قيادات هيئة علماء المسلمين الا ان هذه الجهود وصلت الى طريق مسدود. وحسب مثنى الضاري، الناطق الاعلامي باسم هيئة العلماء، فإن في نية بارازاني وطالباني زيارة رئيس الهيئة لكن الامور تفاعلت باتجاه سلبي على خلفية مواقف "الهيئة" المعارضة لمجلس الحكم المنحل ولوجود قوات الاحتلال الاميركي. المثير في تصريحات الياور الاخيرة انه اشار بصورة محددة الى وضع كركوك أحد أهم منابع النفط في شمال العراق، ملمحاً في هذه التصريحات الى تأييده لفيديرالية المناطق والمحافظات ولعودة المهجرين الاكراد الى المحافظة التي تعرضوا للتهجير منها إبان حكم نظام صدام حسين. وبالتأكيد، فإن الشيعة في العراق لن "يهضموا" بسهولة تصريحات الياور عن عودة المهجرين الاكراد وباخراج العرب وغالبيتهم من الشيعة الذين جاؤوا من مناطق الاهوار - جنوب البلاد الى محافظة كركوك. وقال محللون عراقيون ان الموجودين في السلطة الان يحاولون تأمين كل الاسباب والظروف التي تضمن مشروع دستور دائم قائم على الفيديرالية ويعطي الاكراد الحق في اقامتها بصلاحيات سياسية واسعة في محافظات السليمانية ودهوك واربيل وكركوك الى حين حلول موعد الانتخابات والاستفتاء على الدستور الدائم، مؤكدين ان جهود هؤلاء ستنجح بسبب غياب اي تنسيق في المواقف بين السنة والشيعة العرب.