اكدت تشاد التي تلعب دور الوسيط بين حكومة السودان والمتمردين في دارفور، غرب السودان، ان مفاوضات السلام بين الجانبين ستجري كما كان مقررا في 23 اب اغسطس في ابوجا على رغم التحفظات التي ابداها المتمردون عن هذا التاريخ. وصرح الناطق باسم الوساطة التشادية علامي احمد: "في ما يخص وساطة تشاد والاتحاد الافريقي لا مجال لارجاء الموعد الذي "حدد بعد مشاورات مع أعلى المسؤولين في حركتي التمرد"، مشيراً الى انه "تم الاتفاق ايضاً على ان تمثل الوفود على اعلى مستوى في لقاء ابوجا". وجاء هذا التصريح غداة مطالبة الناطق العسكري باسم "حركة العدل والمساواة" بتأجيل الموعد الى ايلول سبتمبر. وفيما اعرب وزير الدولة السوداني نجيب الخير عبدالوهاب عن استعداده لاستئناف المفاوضات في الموعد المحدد، قال حاكم ولاية جنوب دارفور عثمان يوسف كبر ان الحكومة السودانية ستطالب المتمردين بالحد من تحركاتهم عندما تجتمع معهم. وقال كبر انه اذا لم يتم تحديد اماكن المتمردين جغرافيا فان الاتفاق بين الجانبين سيكون عرضة للفشل. واضاف ان حرية تنقل المتمردين ادت الى وقوع اشتباكات كثيرة والى عدم استقرار امن المنطقة. وقال الناطق باسم "حركة العدل والمساواة" العقيد عبدالله عبدالكريم في اتصال هاتفي من ليبرفيل "سنشارك لكن لدينا مشكلة صغيرة. في 23 آب لدينا التزام آخر مع شركائنا ومقاتلينا". واضاف ان الاتحاد الافريقي اختار الموعد من دون التشاور مع الحركة "ونحن علمنا به من وسائل الاعلام"، داعيا المنظمة الافريقية الى تأجيل اللقاء الى ايلول. ويقول ديبلوماسيون وعمال اغاثة ان الخلافات الداخلية وتضارب الاهداف وغياب التنسيق بين جماعات المتمردين تعطل الجهود الدولية الساعية للتوصل الى اتفاق سلام في دارفور مع الحكومة السودانية. اجتماع في ليبيا وفي سرت، افادت "وكالة الجماهيرية للانباء" الليبية ان اجتماعا عقد في المدينة ركز على ازمة دارفور، ضم رئيس الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري ووزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم ووزير الزراعة والغابات السوداني مجذوب الخليفة ووزير الخارجية التشادي ناغوم ياماسو. وفي القاهرة، أكد الدكتور أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس مبارك أن مصر تبذل قصارى جهدها لحل أزمة دارفور "لأن حدوث أي خطر على السودان ستكون له انعكاسات سلبية على المنطقة والدول المجاورة للسودان واستقرار هذا البلد". وكان الباز يتحدث في مؤتمر شبابي في الاسكندرية وأكد أن مصر "ترفض أي تهديد للسودان"، معتبراً أن أزمة دارفور "مُبالغ فيها"، واتهم جهات خارجية باستغلالها في الضغط على الحكومة السودانية. وتشارك الجامعة العربية بوفد برئاسة مدير ادارة افريقيا والتعاون العربي الافريقي في الجامعة سمير حسني بصفة مراقب في المفاوضات المقررة في 23 الشهر. موقف فرنسي وفي باريس، حض وزير الخارجية الفرنسي ميشيل بارنييه الحكومة السودانية ومتمردي دارفور أمس، على احترام وقف النار. وقال انه قد تكون هناك حاجة الى مهمة لحفظ السلام ومزيد من القوات في المنطقة. وكتب بارنييه مقالا نشر في صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية جاء فيه "يجب على الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي وضع الية مراقبة مناسبة لمراقبة تنفيذ وقف اطلاق النار. قد يؤدي هذا الى زيادة في عدد القوات التي يجب نشرها على الارض وتغيير مهمتها من الحماية الى حفظ السلام". وقال بارنييه ان العقوبات لا يمكن ان تكون هدفا في حد ذاتها. قتيل من "الجنجاويد" على الصعيد الميداني، افاد شهود أمس، ان نازحين من غرب السودان ضربوا وطعنوا حتى الموت رجلا اعتقدوا بأنه أحد أفراد ميليشيا "الجنجاويد" المتهمة بشن حملة تطهير عرقي في المنطقة. وقالوا ان الرجل الذي قتل الخميس كان ضمن جماعة ارسلتها الحكومة للعمل في مخيم في جنوب دارفور مع بعض من النازحين البالغ عددهم مليوناً والذين شردهم القتال في المنطقة. وقال أحد سكان المخيم لوكالة "رويترز": "تعرفت عليه. كان بين الجنجاويد الذين أحرقوا قريتي وقتلوا أسرتي"، مضيفا انه شارك في القتال. وطلب عدم نشر اسمه. وقال ساكن آخر في المخيم الذي يضم آلاف النازحين الافارقة ان سكان المخيم هاجموا رجلين تعرفوا عليهما على انهما من "الجنجاويد". وقال: "الرجل الذي توفي تعرض للضرب والطعن والرجل الثاني نقل الى المستشفى".