حض الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الرئيس السوداني عمر البشير على ايجاد حل سريع لأزمة دارفور، من اجل تجنب كارثة انسانية محققة في الاقليم، وتفكيك ميليشيا "الجنجاويد" المتهمة بارتكاب انتهاكات واسعة وتسهيل وصول المساعدات الانسانية وتسريع نشر المراقبين وتأمين عودة اللاجئين والنازحين. وأجرى انان محادثات مع الرئيس عمر البشير امس بعد عودته من تشاد حيث التقى الرئيس ادريس ديبي وتفقد مخيمات اللاجئين السودانيين الذين فروا من الحرب في دارفور. وعلم ان البشير أبلغ انان موافقته على تمديد وقف النار مع متمردي دارفور، والذي انتهت مدته امس، وحمل المتمردين مسؤولية خرق الهدنة والهجوم على القرى وقوافل الإغاثة. وحذر انان من ان الأوضاع الانسانية مرشحة للانفجار في حال عدم وصول الاغاثة قبل حلول موسم الأمطار. ودعا الى حل سياسي عاجل حتى لا تؤثر مشكلة دارفور على الأمن والاستقرار في المنطقة. وطالب الخرطوم بضرورة حماية المدنيين لاقناعهم بالعودة الى ديارهم وتأمين عودة اللاجئين من تشاد الذين يعيشون في ظروف قاسية، مؤكداً ان المجتمع الدولي سيساعد السودان للتغلب على الأزمة ويدعم تشاد حتى لا تتأثر بها. وطالب الرئيس التشادي ادريس ديبي المجتمع الدولي بالضغط على الحكومة ومتمردي دارفور لاحترام الهدنة وتمديدها والجلوس الى طاولة المفاوضات لايجاد حل سياسي لمشكلة دارفور في اسرع وقت ممكن. واتهم الجيش امس متمردي دارفور بخرق الهدنة والاعتداء على قوة كانت تحمي قوافل وموظفي الاغاثة بين مدينتي نيالا والضعين. على صعيد آخر، اعلنت جماعات متمردة من اقليم دارفور انها لن تحضر محادثات السلام في تشاد التي أعلن وزير الداخلية السوداني انها كانت ستبدأ أمس الجمعة. واتهم المتمردون الحكومة بانتهاك وقف لاطلاق النار وقع في اوائل نيسان ابريل الماضي. وقال الامين العام ل"حركة تحرير السودان" مني أركو مناوي لوكالة "رويترز" انه لم يتلق اي اشارة الى ان المحادثات على وشك ان تبدأ ولن يحضر. وأكد الناطق باسم "حركة العدالة والمساواة" أبو بكر حامد النور ان حركته لن تحضر المحادثات في تشاد لان القوات الحكومية تواصل قصف مناطق دارفور كما ان الميليشيات العربية تواصل نهب القرى الافريقية. واعلن وزير الداخلية السوداني الخميس ان محادثات سياسية ستبدأ في العاصمة التشادية مع متمردي دارفور أمس الجمعة، بعدما اكد السودان للولايات المتحدة انه سيعجل بالمفاوضات السياسية لانهاء القتال الذي تقول الاممالمتحدة انه تسبب في أسوأ ازمة انسانية في العالم. وقال النور: "لن نذهب بسبب انتهاكات وقف اطلاق النار من جانب الحكومة". واضاف: "ونحن لا نريد ان تتوسط تشاد في قضايا سياسية لانهم لم يتصفوا بالنزاهة في المحادثات الانسانية". وقال النور انه "حتى بينما كان الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان يزور معسكرات المزارعين الافارقة الذين فروا من الميليشيات العربية في دارفور كانت الطائرات الحكومية تقصف مناطق قرب نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور". واضاف: "قصفوا من حوالى الساعة التاسعة حتى الساعة 11 صباحا بالتوقيت المحلي وهبطت طائرة انان في دارفور نحو الساعة 12 ظهرا".