أظهر احصاء رسمي ان حوادث الطرق، التي تُعرف باسم"حرب الطرق"تُكلف الاقتصاد المغربي نحو 1.3 بليون دولار سنوياً. بدأت عشرات آلاف السيارات القادمة من اوروبا الوصول الى المغرب لمناسبة عودة المهاجرين لقضاء العطلة السنوية. وينتظر ان تصل نحو 650 الف سيارة ناقلة حوالى مليوني شخص اغلبهم من المغاربة المقيمين في دول الاتحاد الاوروبي وبعض السياح. وأفاد بيان لوزارة النقل المغربية ان فصل العطل يصادف ارتفاع حوادث السير بسبب الازدحام الذي تشهده الطرق. ودعت الى الحيطة والحذر واحترام قوانين السير في هذه الفترة التي تشهد حركة ضخمة للنقل والسفر. واعتبرت الوزارة ان حوادث السير تكلف الاقتصاد المغربي 11 بليون درهم نحو 1.3 بليون دولار وتتسبب في خسائر كبيرة لشركات التأمين تزيد على 2,5 في المئة من اجمالي الناتج المحلي بسبب الخسائر البشرية والمادية التي تخلفها ما يصطلح عليه باسم"حرب الطرق"التي ذكرت الوزارة انها تحصد معدل 10 قتلى و114 جريحاً يومياً. وبلغ ضحايا حوادث السير في المغرب العام الماضي حوالى 18400 شخص منهم 3878 قتيلاً والباقي جرحى بعضهم اصيب بعاهات مستديمة. وقالت الوزارة ان حوداث السير تتضاعف في فصل الصيف بسبب كثافة السيارات وتهور السائقين خصوصاً الشباب منهم وتكلف الاقتصاد مضاعفات سلبية. ولمواجهة الوضع اعلن وزير النقل والتجهيز كريم غلاب خطة وطنية للحد من حوادث السير في الطرقات المغربية تقضي بزيادة المراقبة ومضاعفة الغرامات وسحب الرخص من السائقين المخالفين لقانون السير. وجاء في دراسة اعدتها اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير ان 84 في المئة من الحوادث تعود الى اخطاء بشرية بينما تكون الطرق مسؤولة عن 3 في المئة من الاسباب. واعلن المغرب خطة بكلفة 18 بليون درهم لبناء طرق جديدة حتى سنة 2010 تشمل انجاز نحو الف كلم من الطرق السيارة ونحو 15 ألف كلم من الطرق المعبدة في الارياف. وحسب الدراسة فان المغرب يُعاني نقصاً في التجهيزات الطرقية التي تعتبر مسؤولة بشكل غير مباشر عن ارتفاع حوادث السير خصوصاً بين المدن الكبرى التي لا تملك شبكات الطرق السيارة. وتُعتبر مناطق شمال المغرب المطلة على البحر الابيض المتوسط الاكثر تضرراً من حوادث السير وترتفع الكثافة الى اكثر من مليون سيارة يومياً في هذه المناطق التي يعبرها المهاجرون وصولاً الى اقاربهم في المدن والقرى النائية. وكان حادث انقلاب باص قادم من بلجيكا الى المغرب خلف 12 قتيلاً و30 جريحاً الاسبوع الماضي ما اثار موجة من الاستنكار على استمرار ارتفاع حوادث السير واعتبار المغرب إحدى اكثر دول العالم في عدد ضحايا الطرق قياساً الى عدد السكان ودعت جمعيات المجتمع المدني الى وضع حد للمأساة التي تتزامن مع حلول فصل الصيف عبر تكثيف المراقبة على الطرقات حماية للمهاجرين والسياح ومجموع المسافرين الذين يُقدر عددهم بحوالى أربعة ملايين شخص حيث تتحول رحلة العودة الى البلد احياناً الى مأساة عائلية واجتماعية.