ارتفعت خسائر الاقتصاد المغربي من حوادث السير إلى نحو 9 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، حيث تكبدت الخزانة العامة وشركات التأمين الجزء الأكبر من الخسائر التي باتت تخلف سنوياً نحو 3600 قتيل. جاء في احصاءات وزعتها أمس "اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير" على محور الرباط - طنجة وموجهة للمهاجرين العائدين لقضاء العطلة السنوية، ان المغرب شهد العام الماضي 48370 حادثة سير خلفت 3627 قتيلاً، بمعدل عشرة قتلى في اليوم، بزيادة نسبتها 7 في المئة عن عام 1999. وقدرت عدد الجرحى بنحو 13641 عانوا حالات خطرة أو اصيبوا بعاهات مستديمة، فيما اصيب 60624 شخصاً بجروح وصفت ب"الخفيفة". واعتبرت اللجنة أن المغرب يحتل المرتبة الأولى بالنسبة لحوادث السير الخطيرة في العالم، خصوصاً في المناطق الحضرية، حيث تم تسجيل 35370 حادثة، بنسبة 73 في المئة من مجموع الحوادث التي كبدت الاقتصاد نحو 5.3 بليون دولار، وهي تفوق خسائر الجفاف والتلوث الطبيعي. وجاء في الاحصاءات أن 90 في المئة من أسباب الحوادث تعود إلى "تهور" السائقين وعدم احترامهم لقوانين السير وإلى حالات السكر والشرود وعدم القدرة على التحكم. وقالت اللجنة إن الحكومة قررت زيادة المراقبة على الطرق واعتماد برنامج للوقاية يضاعف الغرامات على المخالفين ويلزم السائقين باحترام قانون السير ووضع حزام السلامة. وتم تجنيد قوى من الدرك والأمن والشرطة والدفاع المدني للسهر على تنفيذ القرارات التي تهدف إلى الحد من الحوادث التي ترتفع عادة في فصل الصيف، وهي الفترة التي تسجل فيها أكبر النسب في أعداد القتلى والجرحى. ووضعت بعض المستشفيات في شمال المغرب في حال تأهب وتم تجهيزها بمعدات للاسعاف الاستعجالي. وتستمر الحملة حتى مطلع الشهر المقبل، وهي تركز أساساً على المحور الثلاثي الرباط - طنجة - تطوان. وتشهد هذه المنطقة الممتدة من المحيط الأطلسي إلى البحر المتوسط أكبر كثافة من السيارات بسبب تحرك نحو 5.1 مليون من المهاجرين والسياح الأجانب الذين يجلبون معهم نحو نصف مليون سيارة باتت تشكل ضغطاً كبيراً على شبكة الطرق المحدودة في هذه المناطق. ويقدر عدد السيارات في المغرب بنحو 5.2 مليون وحدة، ويرتفع العدد إلى ثلاثة ملايين في فصل الصيف، لا تستطيع طرق المغرب استيعابها، ما يخلق حالات من الازدحام والرغبة في التجاوز تكون من الأسباب المباشرة للحوادث، خصوصاً بالنسبة للسائقين الشباب والمراهقين. وتعتقد اللجنة أن أخطر الحوادث تقع في منتصف الليل أو في الساعات الأولى من الصباح، ويكون سببها الرغبة في التجاوز أو العياء. وكانت نحو مئة عائلة مغربية مهاجرة قضت نحبها في حوادث السير بين جنوباسبانيا وشمال المغرب منذ 15 حزيران يونيو الماضي. وقالت اللجنة إن الافراط في السرعة والعياء بعد أيام من السفر عبر طرق الاتحاد الأوروبي تزيد من مخاطر الحوداث، كما ان اختلاف أنظمة السير على الطرقات من بلد لآخر يجعل المهاجرين غير مدركين لمخاطر "حرب الطرق". وذكرت "فيديرالية اتحاد شركات التأمين" أنها منحت نحو 200 مليون دولار من التعويضات العام الماضي، ما قلص أرباحها بسبب كثرة الحوادث وضعف التأمين على مجالات أخرى مثل الحياة أو الحرائق أو التربية وغيرها. وترفض السلطات حالياً اعتماد بعض بوليصات التأمين الصادرة في بعض دول الاتحاد الأوروبي، خصوصاً ايطاليا. وتعين على السائقين وبعض السياح تجديد تأميناتهم في المغرب للاستفادة من ضمانات المخاطر على الطرق.