سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تمسكت بدولة فلسطينية وحل القضايا النهائية بالتفاوض ووقف هدم المنازل في رفح . رايس تطالب قريع باصلاح الأجهزة الأمنية وتطمئنه الى أن الانسحاب من غزة "بداية" الطريق
شددت مستشارة الامن القومي في البيت الابيض كوندوليزا رايس خلال محادثاتها امس في برلين مع رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع ابو علاء على التزام واشنطن قيام دولة فلسطينية، لكنها حضت على جهود اكبر لاصلاح قوات الامن الفلسطينية. وذكرت مصادرفلسطينية في برلين ان محادثات قريع مع رايس كانت محاولة لرأب الصدع في العلاقات الفلسطينية - الاميركية بسبب انحياز واشنطن الكامل الى جانب حكومة رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون وسعيها الى تقرير امور مصيرية بمعزل عن الفلسطينيين. وأفاد مسؤول اميركي رفيع المستوى مشترطاً عدم كشف اسمه ان رايس حضت على مزيد من التقدم في الاصلاحات السياسية، وشددت على ان واشنطن تنظر الى الرئيس ياسر عرفات ك"عنصر سلبي وغير مساعد". وقال وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور نبيل شعث ان الفلسطينيين حضوا رايس بدورهم على اتخاذ اجراءات لوقف هدم المنازل في رفح وتلقوا تعهداً ان "الاميركيين سيتخذون الآن اجراءً لوقف ما يحدث". وذُكِر ان رايس قدمت الى قريع تطمينات اميركية، كما فعل وزير الخارجية كولن باول الجمعة في عمان، بان واشنطن متمسكة بالتوصل الى حل نهائي للنزاع عن طريق المفاوضات بين الجانبين. ودعا الوفد الفلسطيني برئاسة قريع الى انسحاب اسرائيلي "شامل" من قطاع غزة وجدد اقتراحاً لوقف النار. وصرحت رايس بعد اجتماعها مع الوفد الفلسطيني لمدة ساعة ونصف الساعة في مكان لم يعلن عنه في برلين وسط تدابير أمن مشددة، بأنها شددت على دعم ادارة الرئيس جورج بوش لقيام دولة فلسطينية وحضت الفلسطينيين على اعادة تنظيم اجهزتهم الأمنية لجعلها "قادرة على مكافحة الارهاب، كذلك على حماية الشعب الفلسطيني". وقالت رايس للصحافيين: "اننا بحاجة الى تنفيذ هذه الخطوات". ووصف وزير شؤون المفاوضات الفلسطيني الدكتور صائب عريقات الاجتماع مع رايس بانه "كان في العمق، وبناءً وايجابياً"، وذكر ان رايس قالت ان الحوار سيتواصل. واضاف: "شددنا على الحاجة الى التدخل فوراً لوقف الكارثة الكبرى التي تحدث في رفح، وقالوا الاميركيون انهم اتصلوا بالاسرائيليين في ما يتعلق بعمليات الهدم في رفح". وقالت رايس انها حضت المسؤولين الفلسطينيين على انتهاز الفرصة التي تمثلها خطة رئيس الوزراء الاسرائيلي شارون لتفكيك مستوطنات غزة واربع مستوطنات في الضفة الغربية. واضافت: "اوضحنا للاسرائيليين ان هذه الخطة يجب ان تكون جزءاً من، او بدايةً لعملية وليس نهايةً لها، وانما حافز للتحرك على الطريق نحو الحل القائم على دولتين، ونحن نعتقد انها مفيدة". وقال المسؤول الاميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه بعد المحادثات الفلسطينية - الاميركية في برلين ان نجاح الفلسطينيين في توفير الأمن في غزة سيكون امتحاناً مهماً في التحضير لاقامة الدولة". واضاف: "ما افتقروا اليه حتى الآن هو الإصلاح الأمني، وهذا يعني ان قوات الامن لا تستجيب لرئيس الوزراء ووزارة الداخلية، وهذا هو ما نود ان نراه يتغير. انه امر سيكون ضرورياً اذا ارادوا ان ينجحوا في غزة". وصرح عريقات بأن الفلسطينيين شددوا على "التزامهم التام" خطة "خريطة الطريق" المتوقفة "بما في ذلك التزاماتنا الامنية". وزاد ان الفلسطينيين مستعدون للبدء فوراً بتنفيذ خطة تدعمها الولاياتالمتحدة لاعادة تدريب وبناء قوات الأمن "بموجب خريطة الطريق بمساعدة مصر والاردن". وقال: "نريد ان يكون الانسحاب شاملاً، مع تفكيك تام للمستوطنات، ويجب ان تكون المعابر تحت سيطرتنا، ويجب ان يكون الانسحاب جزءاً من خريطة الطريق، وليس بديلاً لها". واثار قريع وشعث مطلب رفع الحصار عن عرفا، لكن المسؤول الاميركي شكك في امكان قيام عرفات بدور ايجابي، وقال: "كان وما زال منذ مدة طويلة قوة سلبية وغير مساعدة". وكانت رايس صرحت قبل محادثاتها مع قريع في مقابلة مع القناة التلفزيونية الالمانية الاولى "أ ز ار دي" ليل الاحد - الاثنين بانها اتت الى برلين "لتؤكد لرئيس الحكومة الفلسطينية وقوف الرئيس بوش الى جانب حل اقامة الدولة الفلسطينية، والاستعداد لتأمين اعادة الاعمار فيها شرط البدء الآن في اقامة المؤسسات السياسية المطلوبة". واضافت ان واشنطن "تنتظر ان توضع صلاحيات كافية في يد رئيس الوزراء لممارسة سلطاته بصورة تمكنه من استخدام الاجهزة الامنية لمكافحة الارهاب". والتقى قريع بعد ظهر أمس المستشار الألماني غيرهارد شرودر ووزير خارجيته يوشكا فيشر لبحث تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط.