أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس ظهر أمس في القصر الملكي في تطوان، شمال البلاد، محادثات سياسية مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمود عباس أبو مازن. وذكرت مصادر رسمية أنها عرضت نتائج الحوار الذي أجراه المسؤول الفلسطيني مع الرئيس الأميركي جورج بوش في واشنطن، ورصدت آخر تطورات القضية الفلسطينية في ضوء التزام مضمون "خريطة الطريق". وصرح رئيس الوزراء الفلسطيني بأن "خريطة الطريق فرصة نادرة لاحلال السلام" بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وقال: "يجب على إسرائيل أن تتجنب القيام بأي عمليات استفزازية"، مؤكداً أن السلطة الفلسطينية ملتزمة تنفيذ اجراءات أمنية معقولة في غزة وبيت لحم بعد انسحاب إسرائيل من المنطقة. وحض الجانب الإسرائيلي على التزام نص "خريطة الطريق"، بخاصة لجهة وقف بناء المستوطنات وتوسيعها وتجنب تضييق الخناق على الفلسطينيين. لكنه رأى أن دور الراعي الأميركي "يبقى حاسماً لتفعيل متطلبات خريطة الطريق". وأعرب المسؤول الفلسطيني عن مخاوفه ازاء مخاطر اجهاض الخطة عبر محاولات القضاء على المجموعات الفلسطينية مثل حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي". وقال إن هذه الفصائل "أثبتت أنها على قدر كبير من تحمل المسؤولية الموضوعية لمستقبل الشعب الفلسطيني". أبو ردينة يطالب بوش بالضغط على شارون لتنفيذ ال"خريطة" من جهة اخرى، أ ف ب طالب نبيل ابوردينة مستشار الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس الرئيس الاميركي جورج بوش بالضغط على رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي يلتقيه اليوم الثلثاء في واشنطن من اجل تنفيذ "خريطة الطريق والافراج عن المعتقلين الفلسطينيين". وقال ابو ردينة انه "يطالب الولاياتالمتحدة والرئيس بوش بالضغط على شارون وحكومته لتنفيذ خريطة الطريق"، مشيرا الى انه "حتى هذه اللحظة لا توجد جدية لدى اسرائيل لتنفيذ خريطة الطريق". وشدد ابو ردينة على "ضرورة الانسحاب الاسرائيلي من المدن والمناطق الفلسطينية وانهاء الحصار والاغلاق بما في ذلك على الرئيس ياسر عرفات". وأشار ابو ردينة الى ان "التسهيلات التي قدمها الاسرائيليون حتى الآن غير كافية كما ان العدد الذي تحدثوا عنه للافراج عن المعتقلين غير كاف ولا بد من اطلاق جميع الاسرى والمعتقلين من كل الفئات ويجب ان تمارس الادارة الاميركية الضغط على اسرائيل" لتحقيق ذلك. كما شدد ابو ردينة على "ضرورة توفير آليات الزامية لتنفيذ خريطة الطريق بمراقبين دوليين باشراف الولاياتالمتحدة". وعن مدى جدية الولاياتالمتحدة قال ابو ردينة: "كان تفهم وموقف جديد من المسؤولين الاميركيين لمسه الوفد الفلسطيني خلال الزيارة الى واشنطن". وشدد كذلك على "ضرورة ازالة الجدار الفاصل خصوصاً انه يشكل عقبة امام السلام"، مؤكداً أن "الامور لا يمكن ان تسير وتتقدم مع استمرار الجدار الفاصل والخروقات الاسرائيلية". وكان ابو ردينة اعلن مساء الاحد ان الرئيس عرفات اطلع الرئيس المصري حسني مبارك على نتائج محادثات الوفد الفلسطيني في واشنطن.