اختتمت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشيل أليو ماري زيارتها للأردن ظهر أمس بعد لقاء العاهل الأردني الملك عبدالله والملكة رانيا وكبار المسؤولين الأردنيين. وقالت في مؤتمرها الصحافي إنها لمست قلقاً بالغاً لدى كبار المسؤولين الذين التقتهم ازاء الوضع في العراق. وتوقعت مصادر فرنسية مطلعة على المحادثات الفرنسية الأردنية ان يلتقي العاهل الأردني الملك عبدالله الرئيس الأميركي جورج بوش في 6 أيار مايو المقبل، إذا حصل على تطمينات وايضاحات أميركية بأن الانسحاب الإسرائيلي من غزة ينبغي أن يكون جزءاً من "خريطة الطريق" التي هي فعلاً الطريق إلى الدولة الفلسطينية. ورأت المصادر الفرنسية أن الرسالة الواضحة التي أراد العاهل الأردني ايصالها إلى الجانب الفرنسي بالنسبة إلى العراق، أنه صحيح أن الأوضاع في العراق سيئة جداً، ولكن في الوقت نفسه لدى الأردن انطباع ببدء تغيير في الموقف الأميركي، وذلك جلي في أن الإدارة الأميركية اوقفت مسار ازالة كل معالم "البعث" في الجيش، وأنها بدأت تسعى إلى إعادة انشاء جيش وبدأت توافق على دور الأممالمتحدة. الموقف من العراق والرسالة الأردنية هي أنه إذا كان هذا التغيير في الموقف الأميركي قد بدأ، فمن الأفضل مواكبته واغتنام الفرصة كي يُدفع دور الأممالمتحدة إلى أمام. والرسالة المبطنة الأردنية للفرنسيين هي أنه ينبغي تشجيع ما بدأ يتم من تغيير في الموقف الأميركي. وبالنسبة إلى الجانب الفرنسي، فإن الأهم هو تغيير الواقع السياسي في العراق كي يحصل تغيير فعلي بعد 30 حزيران يونيو يعيد السيادة إلى هذا البلد. وترى فرنسا أن الرسالة الأميركية للشعب العراقي يجب أن توضح أن مرحلة الاحتلال انتهت كلياً، وأن تبدأ مرحلة مع سلطات عراقية لها سيادة وشرعية، ومع دور أساسي للأمم المتحدة في إعادة الإعمار. وفرنسا تتفهم موقف الأردن الصعب كونه محاطاً بأوضاع مقلقة ومتدهورة سواء في الأراضي الفلسطينية أو على الحدود مع العراق. وخرج الجانب الفرنسي من زيارته للأردن بانطباع يسوده تشاؤم وقلق كبيران ازاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكد المسؤولون الأردنيون مراراً أن من الواضح أن مكافحة الإرهاب لا يمكن أن تنجح إذا لم يتم حل القضية الفلسطينية عبر إقامة دولة فلسطينية. وقالت المصادر الفلسطينية إنه إذا تم اللقاء بين الملك عبدالله والرئيس بوش، فإن الملك يريد التأكد من الموقف الأميركي في العراق بالنسبة إلى ازالة "البعث" من الجيش ودور الأممالمتحدة في العراق. وهو عازم على الحصول على هذه التأكيدات، ولكنه ينتظر لانخاذ قراره رد الرئيس الأميركي على تساؤلاته حول السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.