اعرب الرئيس الامريكي جورج بوش للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بن الحسين عن أسفه للتجاوزات التي ارتكبها ضباط وجنود امريكيون بحق معتقلين عراقيين. وتعهد من جهة أخرى بأن حكومته لن تستبق فرض النتائج بشأن عملية السلام وستدع القضايا العالقة تتحدد في إطار المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وبينما تحدث عاهل الأردن عن ضرورة قيام الدولة الفلسطينية في حدود عام 1967 لم يذكر مضيفه شيئا عنها في مؤتمرهما الصحافي المشترك الذي عقداه في ختام لقائهما أمس في البيت الأبيض. وقال بوش للصحفيين: قلت لجلالته صراحة ان منفذي التجاوزات سيحالون على القضاء، وان تصرفات هؤلاء الاشخاص في العراق لا تمثل قيم الولاياتالمتحدة. وقلت له اني آسف لعمليات الاذلال التي تعرض لها الاسرى العراقيون، ولعمليات الاهانة التي تعرضت لها عائلاتهم. وقلت له اني آسف ايضا لان الاشخاص الذين شاهدوا هذه الصور لا يفهمون الطبيعة الحقيقية لمشاعر الأمريكيين. واعتبر بوش ايضا انه كان من المفترض اطلاعه على تلك الصور قبل ان تعرف بها وسائل الاعلام. وقال ما رأيته امرضني. وتقول وسائل الاعلام: ان بوش وبخ وزير الدفاع دونالد رامسفيلد لانه لم يطلعه على تلك التجاوزات. واضاف قلت له، انه كان يفترض ان اطلع على الصور والتقرير حول التجاوزات. وقد اعد هذا التقرير في اذار مارس جنرال امريكي وتحدث بالتفصيل عن الاعمال التي ارتكبها جنود امريكيون في سجن ابو غريب. وقال: ان الوزير رامسفلد وزير دفاع جيد جدا. لقد قدم خدمات كبيرة لبلادنا. لقد كان وزيرا خلال حربين وهو عضو مهم في حكومتنا، وسيبقى في حكومتي. وحتى الان لم يكن الرئيس الامريكي اعتذر شخصيا عن تلك التجاوزات التي وصفها بأنها مقيتة خلال لقاءات مع شبكات تلفزيون عربية. وكان المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ذكر الاربعاء ان الرئيس بوش آسف. واثارت تلك الصور موجة استنكار في العالم اجمع. واكد بوش امس عزمه على احترام موعد نقل السلطة الى العراقيين في 30 حزيران يونيو، معتبرا أن سقوط صدام حسين الغى مصدرا لعدم الاستقرار والترهيب في قلب الشرق الاوسط. وجميع جيران العراق بمن فيهم الاردن باتوا ينعمون بمزيد من الامن. واضاف ان الولاياتالمتحدة تدعم بقوة جهود الموفد الخاص للامم المتحدة في العراق الاخضر الابراهيمي (وصل أمس الى العراق) للتوصل الى تشكيل حكومة انتقالية عراقية. وقال بوش: جلالته وأنا تحدثنا عن ان حكومة عراقية سيدة ستتسلم في 30 حزيران يونيو مهامها. وشركاء تحالفنا سيستمرون في العمل مع الاممالمتحدة للاعداد للانتخابات الوطنية التي ستنبثق منها حكومة جديدة في كانون الثاني يناير 2005. من جهته اعلن العاهل الاردني انه متشجع جدا اثر المحادثات التي اجراها مع الرئيس الامريكي حول مواصلة عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال العاهل الاردني: انا متشجع جدا مما كنت دائما اراه موقفا ملتزما لرئيس الولاياتالمتحدة بعملية السلام في الشرق الاوسط. وتابع الملك عبد الله انه الرئيس الاول الذي يتحدث بوضوح عن دولة فلسطينية قابلة للعيش وتكون مستقلة ووضع آلية هي خارطة طريق، تؤدي اليها. واضاف نرجو ان تطمئن تصريحات الرئيس الاطراف الاخرى في الشرق الاوسط. في هذه الأثناء، صوت مجلس النواب الامريكي بغالبيته الجمهورية على قرار يندد بالتجاوزات التي ارتكبها الأمريكيون بحق المعتقلين العراقيين. وتم التصويت على هذا القرار الرمزي باكثرية 365 صوتا مقابل 50 صوتا وطلب النواب في قرارهم من وزارة الدفاع فرض عقوبات سريعة بحق كل عنصر من القوات المسلحة الامريكية ثبتت مشاركته في التجاوزات التي ارتكبت بحق معتقلين عراقيين. ومع ذلك، فقد اعتبر عدد كبير من النواب ان هذا القرار هو رمزي وانه كان يتوجب اصدار امر بفتح تحقيق موسع لتسليط الضوء على هذه القضية التي اثارت فضيحة دولية واثرت على الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة من اجل فرض الاستقرار في العراق. وكان النائب الديموقراطي بارنيه فرانك قال قبل التصويت: ان هذا الامر يلحق ضررا فادحا بحق هذا البلد ويجب فتح تحقيق معمق. ومن المتوقع ان يصوت مجلس الشيوخ لاحقا على قرار مماثل. من جهة ثانية، تعهد الرئيس الأمريكي يتعهد للعاهل الأردني بأنه سيتم حسم القضايا العالقة بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مثل القدس وحدود الدولة الفلسطينية وقضية اللاجئين الفلسطينيين، في إطار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، دون أن تحدد الولاياتالمتحدة مسبقا نتائج المفاوضات. وأكد بوش التزام بلاده بقراري الأممالمتحدة 242 و338، وتعهد بأن يبعث برسالة إلى العاهل الأردني يفصل فيها مواقفه في هذا الموضوع، بعد أن كان قد أيد موقف رئيس الوزراء الاسرائيلي ارئيل شارون خلال لقائهما قبل أسبوع بشأن استبعاد حق العودة للفلسطينيين. وأعرب بوش عن تأييده ل"خطة الانفصال" التي بلورها شارون، واعتبرها ستساهم في تحقيق السلام. وقال العاهل الأردني خلال المؤتمر الصحفي المشترك، انه يؤيد إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في حدود ماقبل حرب عام 1967، مضيفا أن ذلك مصلحة أردنية بحتة، كما أكد على ضرورة حسم قضية الحدود وعودة اللاجئين في إطار المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال عبد الله الثاني: إن تصريحات بوش بأن القضايا المذكورة ستحسم من خلال المفاوضات بين الأطراف قد طمأنته. وعُقد اللقاء بين الرئيس بوش والملك عبد الله في ظل تضارب التقارير الواردة من البيت الأبيض حول ما إذا كان بوش سيقدم للملك الأردني رسالة ضمانات تتناقض مع مضمون الرسالة التي سلمها لرئيس الحكومة الإسرائيلية خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن. بوش وعبدالله الثاني يتجهان إلى المنصة للتحدث مع الصحفيين