تراجعت إسبانيا أمس رسمياً في رسالة الى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن اتهامها منظمة "ايتا" الانفصالية بالوقوف وراء تفجيرات مدريد، في وقت تردد ان أجهزة الأمن تعرّفت على هوية المنفّذين وهم ستة مغاربة أحدهم معتقل. راجع ص 8 وفي ظل تواتر المعلومات عن علاقة محتملة بين منفّذي تفجيرات إسبانيا ومنفّذي هجمات الدار البيضاء الانتحارية في 16 أيار مايو الماضي، أُفيد ان أجهزة الأمن تُركّز على عنصر أساسي موقوف هو جمال زوغام 30 عاماً للإشتباه في دوره في مجزرة مدريد. وفي حين لم توجّه اليه حتى الآن أي تهمة، فإن مصادر مغربية أكدت ان الرباط حذّرت مدريد منه قبل فترة قصيرة من تفجيرات الدار البيضاء، بسبب الاشتباه في علاقته بتنظيمات متشددة بينها "القاعدة". لكن اسمه لم يرد في التحقيقات مع المتهمين في تلك التفجيرات الانتحارية، بل ورد اسم شخص مغربي إسباني آخر يدعى عبدالعزيز بنيعيش تردد انه تقاسم وإياه شقة في إسبانيا. وبنيعيش موقوف في الجزيرة الخضراء في إسبانيا بناء على طلب مغربي للإشتباه في علاقته بتفجيرات الدار البيضاء، لكن الإسبان لم يسلّموه حتى الآن. وأفيد ان زوغام غادر المغرب بعد أيام من تفجيرات الدار البيضاء، علماً انه مقيم وعائلته في إسبانيا منذ سنوات طويلة. وأصدر عماد الدين بركات يركس أبو دحدح الذي يقول المحققون الإسبان انه يتزعم "خلية القاعدة" في إسبانيا وكان زوغام على اتصال به، بياناً أمس من سجنه دان فيه تفجيرات مدريد واعتبرها عملاً "بربرياً" منافياً للإسلام. وأضاف: "عندما علمت بما حدث تمزقت من الألم واحسست بفراغ عندما فكرت ان هؤلاء المجرمين سيقولون انهم مسلمون". واعتقل أجهزة الأمن في سان سيباستيان، عاصمة الباسك، جزائرياً أمس بعدما تذكّر محققون انهم سمعوه يهدد بمجزرة في مدريد عندما أوقفوه في إطار حملة لمكافحة المخدرات. وقالا انهما تذكرا سماع كلمة "اتوتشا"، وهي إحدى محطات القطار التي طاولتها التفجيرات التي اوقعت 201 قتيل.