تزامن فتح صناديق الاقتراع في اسبانيا امس، مع الكشف عن شريط فيديو منسوب إلى "القاعدة"، يعلن تبني التنظيم تفجيرات مدريد، علماً ان السلطات قالت انها لا تملك القدرة على تحديد هوية المتحدث في الشريط. وجاء ذلك بعد الإعلان عن اعتقال هنديين وثلاثة مغاربة بموجب قانون مكافحة الإرهاب الإسباني، أحدهم تردد اسمه في التنصت على خلية ل"القاعدة". وقال وزير الداخلية الإسباني أنجل أثيبيس ان المعتقلين الخمسة وهم ثلاثة مغاربة وإسبانيان من أصل هندي، "يشتبه في تورطهم ببيع وتزوير رقاقة إلكترونية" كانت إحداها في هاتف نقال عثر عليه في حقيبة مففخة لم تنفجر في احدى المحطات الخميس الماضي. واعتبر ان هذه الاعتقالات "تفتح طريقاً مهماً جداً للتقدم" في التحقيق. وأعلن المغرب أنه سيرسل مندوبين رسميين إلى إسبانيا اليوم، لحضور التحقيقات مع المغاربة المحتجزين: جمال زوجام 30 عاماً الذي يعمل في أحد المكاتب، ومحمد بقالي 31 عاماً وهو ميكانيكي، ومحمد شاوي 34 عاماً وهو عامل بمصنع. وقال وزير الاتصال المغربي ان المعتقلين من مواليد مدينتي طنجة وتطوان الشماليتين. وفي باريس، أعلن جان شارل بريزار المحقق لحساب محامي عائلات ضحايا هجمات 11 أيلول سبتمبر، أن محمد شاوي تردد اسمه في التنصت على محادثات بين عبد الحق المغربي وبركات يركس الذي يعتبر مسؤولاً عن "خلية القاعدة في اسبانيا"، مشيراً إلى احتمال مشاركة الخلية تلك في التحضير لهذه للاعتداءات. إلى ذلك، ذكرت تقارير إعلامية إن منفذي تفجيرات مدريد قد تكون لهم علاقة بالمتشددين المغاربة الذين استهدفوا مصالح غربية ويهودية في الدار البيضاء في العام الماضي وأسفرت عملياتهم عن مقتل 45 شخصاً. وتشتبه الاستخبارات الإسبانية بان ضابطاً سابق بالاستخبارات العراقية قد يكون ضالعاً في العملية. الشريط الى ذلك، عثر على شريط فيديو في سلة مهملات عند أطراف مدريد، بعد اتصال رجل يتحدث بلهجة عربية بمحطة التلفزيون الإسبانية "تيلي مدريد"، مشيراً إلى أن الشريط وضع هناك. واشار وزير الداخلية الإسباني إلى أن الرجل الذي كان ملثماً في الشريط تحدث بلهجة مغربية وأعلن أنه "أبو دوجان الأفغاني"، وادعى أنه الناطق العسكري باسم "القاعدة" في أوروبا. ولاحظ الوزير أن هذا الاسم "غير معروف للمسؤولين الإسبان ولا لأجهزة الاستخبارات الأجنبية التي طلبت إسبانيا منها المساعدة" وهي الفرنسية والبريطانية والبرتغالية. وقال الرجل في الشريط: "نعلن مسؤوليتنا عما حصل في مدريد بعد عامين ونصف من هجمات نيويوركوواشنطن". وأضاف: "إنه رد على مشاركتكم مع المجرمين بوش وحلفائه. هذا هو رد على الجرائم التي ارتكبتموها في العالم وخصوصاً في العراق وأفغانستان. وبإذن الله، ستتلقون المزيد. أنتم تريدون الحياة ونحن نريد الموت، ما يشكل مثالاً على ما قاله النبي محمد صلعم. وإذا لم تنهوا ظلمكم، سيسيل مزيد من الدماء. وهذه الاعتداءات ليست إلا القليل مما يمكن أن يحصل من جانب من تسمونه الإرهاب". احتجاجات وخيمت على الانتخابات تظاهرات أمام مقر الحزب الشعبي اليميني الحاكم في مدريد دعت إليها جمعيات مناهضة للعولمة وضمت بين ستة آلاف إلى سبعة آلاف شخص رددوا هتافات منها "السلام" و"نريد الحقيقة"، رافعين شعارات تتهم الحكومة بالكذب في شأن الطرف المسؤول عن الاعتداءات. وأحالت اللجنة المكلفة الإشراف على الانتخابات إلى النيابة العامة شكوى تقدم بها الحزب الشعبي اعتبر فيها أن هذه التظاهرات تشكل ضغوطاً على الناخبين. وأدلى رئيس الوزراء خوسيه ماريا أثنار بصوته في مدريد أمس، وسط تشجيع انصاره، فيما أطلق متظاهرون صيحات استهجان واتهموه بأنه مسؤول عن المجزرة الإرهابية التي وقعت الخميس. من جهته، استقبل مرشح الحزب الشعبي لرئاسة الحكومة ووريث اثنار ماريانو راخوي بصيحات استهجان من متظاهرين لا سيما من الشبان. وطالب البعض بعودة فورية للقوات المنتشرة في العراق. وأعادت منظمة "ايتا" الارهابية في بيان نشرته صحيفة "غارا"، التأكيد أنها غير مسؤولة عن اعتداءات مدريد التي أكدت أنها مرتبطة بالسياسة الخارجية لحكومة أثنار الذي وقف إلى جانب واشنطن في حرب العراق. وأشارت المنظمة إلى أنها "مصممة على مواصلة نضالها". وقال البيان: "نأمل من الذين سيحكمون إسبانيا من الآن أن يتصرفوا بمزيد من المسؤولية من طريق الحوار من اجل الوصول الى سلام في بلاد الباسك بالاعتماد على الاعتراف بحقوق الباسك من خلال الحوار".