أنهى اعلان اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح اختيار محمود عباس أبو مازن بالاجماع مرشحاً عن"فتح"في انتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية الجدل على مستوى المؤسسات القيادية بخصوص مرشحها للانتخابات، فيما بقي الباب مفتوحاً أمام ما أسماه بعض المصادر الفلسطينية"تمرداً"محتملا لاوساط في اللجنة الحركية العليا ل"فتح"، اذا أصرت هذه الأوساط على ترشيح امين سرها المعتقل في السجون الاسرائيلية مروان البرغوثي لهذه الانتخابات ولو بصفة"مستقل". وغداة اقرار اللجنة المركزية بالاجماع عباس مرشحها الوحيد، ورفع قراراها هذا الى المجلس الثوري للحركة للمصادقة عليه الخميس المقبل، عقد عدد من اعضاء اللجنة الحركية العليا لحركة"فتح"والتي تشكل في مجملها تنظيم"فتح"في"الداخل"لاتخاذ قرار نهائي بشأن ترشيح البرغوثي. وتشير المعلومات المتسربة الى اصرار الأخير على خوض هذه التجربة من داخل سجنه، يؤيده في ذلك قسم من اعضاء الحركة، فيما اعلن الباقون التزامهم"قرار القيادة المسؤولة". وقال عضو اللجنة الحركية العليا عبدالفتاح حمايل ل"الحياة"انه يرجح ان يلتزم البرغوثي قرارات المؤسسة ولا يرشح نفسه للانتخابات. ومن المقرر ان يصادق اعضاء المجلس الثوري 130 على ترشيح"ابو مازن"عن الحركة غداً الخميس، كون الغالبية الساحقة تعبر عما يسمى"قيادة الخارج"، فيما يحتل عدد قليل جداً من"الحركية العليا"مقاعد في هذا المجلس. ويغلق باب الترشيح في الاول من الشهر المقبل. وفي حال ترشيح البرغوثي نفسه، يتوقع مراقبون ان تكون"حملة الانتخابات"، رغم قصر مدتها، ساخنة على مستوى القاعدة الفتحاوية، إذ برز البرغوثي ك"قائد ميداني"في العامين الاولين للانتفاضة. وفي اطار"تصحيح ودمقرطة"الحركة، واستجابة لمطالب"الحركية العليا"لتوسيع مشاركتها في عملية صنع القرار الفتحاوي، تجري دراسة توسيع المجلس الثوري ليصل عدد اعضائه الى ما بين 350 -400 شخص لفتح الباب امام مشاركة الكوادر الفتحاوية من داخل الوطن فيه. وفي مرحلة لاحقة، يقوم المجلس الثوري بانتخاب ستة اعضاء لشغر مواقع خمسة اعضاء في اللجنة المركزية لحركة"فتح"توفوا خلال السنوات الست عشرة الماضية، يتوقع ان يكون عدد منهم من اعضاء"الحركية العليا". في غضون ذلك، علمت"الحياة"ان اجتماع"مركزية فتح"مساء الاثنين شهد جدلاً ساخناً بين اعضائها وجميعهم من"الجيل القديم"إذ طرح بعض الاعضاء الفصل بين رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية التي يتولاها"ابو مازن"ورئاسة السلطة الفلسطينية قبل التصويت على مرشح الحركة للانتخابات. وقالت مصادر مطلعة ان هؤلاء تراجعوا في نهاية الأمر عن طرحهم وتم التصويت بالاجماع على ترشيح"ابو مازن"عن الحركة. وازدحمت قائمة المرشحين لخوض السباق على منصب رئاسة السلطة الفلسطينية باعلان الأمين العام لحزب الشعب بسام الصالحي نيته خوض الانتخابات، فيما اكدت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالوكالة حسن خريشة ينوي هو ايضا خوض الانتخابات مرشحا عن"التحالف الديموقراطي"الذي يضم خمسة فصائل يسارية فلسطينية من بينها حزب الشعب. وقالت المصادر ذاتها ان خريشة بانتظار نتائج المشاورات الجارية في هذا الخصوص.