سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في خطوة تفتح الباب امام صراع الاجيال في التنظيم الأكبر في منظمة التحرير . جهات فلسطينية ترجح ترشح البرغوثي للانتخابات وتؤكد نية "ابو مازن" مطالبة باول بالسعي لإطلاقه وسعدات
سلط السباق الى رئاسة السلطة الفلسطينية داخل حركة"فتح"الضوء على التجاذبات التي عاشتها الحركة بين اطارها التنظيمي داخل الاراضي الفلسطينية وعنوانه"اللجنة الحركية العليا"وقيادتها في الخارج منذ عودتها قبل عشرة اعوام، في ما بدا فرصة لقيادة"الداخل"الشابة لأخذ موقعها الذي تراه ملائماً في صنع القرار في المؤسسات الفتحاوية بصورة خاصة والفلسطينية عموماً. وكشفت مصادر مطلعة ل"الحياة"ان امين سر اللجنة الحركية العليا مروان البرغوثي الذي حكمت عليه المحاكم الاسرائيلية بالسجن المؤبد خمس مرات"ينوي"ترشيح نفسه عن الحركة في الانتخابات الرئاسية، وان قرينته فدوى بدأت بجمع التواقيع اللازمة لتسجيل اسمه في قائمة المرشحين. واشارت المصادر ذاتها الى ان البرغوثي سيتخذ قراره النهائي في غضون يومين بناء على نتائج الاجتماعات والمشاورات الدائرة داخل اطار"التنظيم"من جهة والمؤسسات الفتحاوية من جهة اخرى. وقال الوزير قدورة فارس، وهو احد اعضاء لجنة"فتح"الحركية العليا ل"الحياة"ان البرغوثي"سيرشح نفسه على الارجح"موضحا ان"التنظيم سيتخذ قراره بهذا الشأن بعد تحديد ألية انتخاب مرشح"فتح""في اشارة الى ما قاله عضو المجلس التشريعي عضو الحركية حاتم عبدالقادر ل"الحياة"بأن"التنظيم يريد ان يتم اختيار مرشح"فتح"بشكل عمودي وليس افقي"، بحيث تشارك جميع الأطر الفتحاوية في اتخاذ هذا القرار. ونقلت مصادر عن البرغوثي قوله ان وجوده داخل السجن لا يشكل عائقاً امام خوضه الانتخابات. وساق البرغوثي لهذه المصادر مثالاً على ذلك الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا الذي قاد"اعضاء حزب المؤتمر"من داخل السجن اكثر من عشرين عاماً". وقالت المصادر ذاتها رداً على سؤال ل"الحياة""ان البرغوثي ينوي ترشيح نفسه عن"فتح"وليس مستقلاً". وعقدت"اللجنة الحركية العليا"ل"فتح"اجتماعاً لها مساء امس عشية اجتماع اللجنة المركزية للحركة التي من المقرر ان تعلن عن مرشحها للانتخابات. ويفتح ترشيح البرغوثي للانتخابات الباب على مصراعيه امام"صراع الاجيال"داخل التنظيم الاكبر في منظمة التحرير الفلسطينية، وهو من شأنه ان يخلط الاوراق الانتخابية ليس فقط لمحمود عباس ابو مازن بل ولمرشحي الاقطاب الفلسطينية المختلفة ايضاً. وفي اطار"المفاوضات"الجارية بين الاطر الفتحاوية، كشفت مصادر فلسطينية ان اعضاء في"الحركية العليا"قدموا عدداً من المطالب الى عباس واللجنة المركزية لحركة"فتح"، من بينها ضمان تمثيل واضح لممثليها في اللجنة المركزية للحركة بما لا يتجاوز ستة مقاعد، و20 ممثلاً في المجلس الثوري التابع للحركة، لحين عقد المؤتمر العام السادس ل"فتح"لاجراء انتخابات داخلية ستكون الاولى منذ اكثر من ستة عشر عاماً. وقالت المصادر ذاتها ان"ابو مازن"يعتزم طرح مسألة الافراج عن البرغوثي والامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين احمد سعدات المعتقل في سجون السلطة الفلسطينية في اريحا بحراسة اميركية وبريطانية منذ اكثر من عامين خلال لقائه المرتقب غداً الاثنين مع وزير الخارجية الاميركي المستقيل كولن باول من خلال الضغط على الحكومة الاسرائيلية بهذا الشأن. ويرى مراقبون في هذه الخطوة دلالة على ادراك"ابو مازن"لاهمية التفاف الكادر الفتحاوي ودعمه له في الانتخابات، ومؤشراً لنيته اعادة صياغة وتفعيل قرار الأطر الفتحاوية على مستوى القاعدة التي بقي بعيداً عنها مدة طويلة. وكان عدد من اعضاء"الحركية العليا"بمن فيهم النائب عن القدس حاتم عبد القادر، اكدوا ان"لا اعتراض لهم على ترشيح"ابو مازن"لخوض الانتخابات الرئاسية عن حركة"فتح"ولكن يجب التشديد على مبدأ المشاركة في صنع القرار مع كل الأطر وليس فقط اللجنة المركزية". وعلمت"الحياة"ان اللجنة المركزية ابدت استعدادها لادخال ثلاث قيادات فتحاوية من"الحركية"في اطار مؤسستها، فيما لم يعرف بعد الرد على المطالب الاخرى. وبانتظار انتهاء المخاض في البيت الفتحاوي، بدا ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعيش اجواء ترقب وانتظار هي الاخرى باتجاه مصير امينها العام احمد سعدات المحتجز لدى السلطة الفلسطينية بحراسة اميركية وبريطانية في مدينة اريحا منذ اكثر من عامين رغم اصدار المحكمة الفلسطينية العليا قرارا بالإفراج عنه. واكد عضو المكتب السياسي في الجبهة كايد الغول ل"الحياة"ان وفد الجبهة طرح ضرورة الافراج عن سعدات خلال اجتماعه مع"ابو مازن"في غزة الاسبوع الماضي بشكل انفرادي وفي اطار اجتماع لجنة المتابعة العليا . ولم يستبعد الغول ان يطرح"ابو مازن"هذه المسألة على باول كما تردد في وسائل الاعلام وعلى عدد من وزراء الخارجية الاجانب الذين سيزورون الاراضي الفلسطينية في الاسبوعين المقبلين بمن فيهم وزير الخارجية البريطاني جاك سترو. وقال الغول:"الافراج عن الامين العام يبقى مطلباً اساسياً بالنسبة الينا. سبق لأبو مازن خلال توليه منصب رئيس الوزراء ان بحث وعمل في هذا الاتجاه مع الاميركيين والاسرائيليين". وفي شأن المرشح عن"التيار الديموقراطي"الذي يضم خمسة فصائل فلسطينية، اكد الغول ان المشاورات ما زالت مستمرة في هذا الشأن وان الجبهة على وجه الخصوص لن تبت امرها في شأن الانتخابات الرئاسية قبل تحديد موعد لاجراء الانتخابات التشريعية وان يقر قانون الانتخابات الجديد من قبل المجلس التشريعي. وقال وزير الحكم المحلي جمال الشوبكي ان المجلس التشريعي سيعلن عن هذا الموعد في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. واعلنت اللجنة المركزية للانتخابات عن اعادة"فتح"عملية تسجيل الناخبين لمدة اسبوع ابتداء من الاربعاء المقبل. موقف حماس الى ذلك اكد الناطق باسم"حركة المقاومة الاسلامية"حماس سامي ابو زهري ل"الحياة"امس ان الحركة"ما زالت تدرس موقفها من الانتخابات الرئاسية وستعلن عنه في الوقت المناسب". واضاف ان"حماس ترفض الزج باسمها في الدعاية الانتخابية الخاصة بأي مرشح من المرشحين الفلسطينيين خصوصاً انها لم تحسم مشاركتها في هذه الانتخابات".