بدأت في مجلسي الشيوخ والنواب الاميركيين حملة لجمع التواقيع على رسالة سترفع الى الرئيس جورج بوش تطالبه بالامتناع عن مطالبة اسرائيل بتنفيذ الالتزامات المترتبة عليها في خطة "خريطة الطريق" التي اعدتها اللجنة الرباعية لانهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي باقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة مع نهاية العام 2005. وافادت تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" ان احد زعماء كتلة الحزب الجمهوري في مجلس النواب روي بلنت وزعيم الاقلية في الحزب الديموقراطي توم لينتوس بدآ، بمساعدة كبيرة من اعضاء اتحاد الجمعيات اليهودية الاميركية ايباك، بجمع التواقيع ضد الخطة، مشيرة الى انه في حال نجاحهما بجمع العدد المناسب منها، فان ذلك سيعتبر بمثابة "شهادة وفاة" للخطة قبل ان ترى النور. وتعفي الرسالة المذكورة اسرائيل، حتى اشعار آخر، من اي مسؤولية عن تغيير الوضع في الاراضي الفلسطينية، من دون اي اشارة الى تحسين اوضاع المواطنين الفلسطينيين ولا تتطرق الى تجميد المستوطنات. وتطالب الرسالة - العريضة الرئيس الاميركي برفض المبدأ الاساسي الذي تقوم عليه الخطة، وهو الجدول الزمني المحدد لانسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية واقامة الدولة الفلسطينية الموقتة مع نهاية العام كما ورد في الخطة والمفاوضات في شأن التسوية الدائمة التي يجب ان تنتهي في العام 2005 باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وورد في احدى فقرات الرسالة ان "على الفلسطينيين ان يقوموا بتنفيذ سلسلة من الشروط قبل ان يطلب من اسرائيل ان ترد بخطوات محددة". واوردت الشروط المعروفة التي يطالب بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون وهي "وقف الارهاب والشفافية الفلسطينية في الادارة العامة وتطوير جذري لاجهزة الامن الفلسطينية". واشترط شارون مرارا الانتقال من مرحلة الى اخرى في خطة "خريطة الطريق" بناء على "اختبارات تنفيذية" للسلطة الفلسطينية. واشار التقرير الى ان عريضة مشابهة يجري جمع التواقيع عليها في مجلس الشيوخ الاميركي حيث نشط زعماء "ايباك" الذين اموا العاصمة الاميركية الاسبوع الماضي للمشاركة في المؤتمر السنوي في اوساط "الشيوخ" الاميركيين للتحريض ضد "خريطة الطريق". وتماما كما يطالب شارون، تؤكد الرسالة رفضها قيام اطراف اللجنة الرباعية بأي دور رقابة على آليات التنفيذ. واشار كاتب التقرير عكيفا الدار الى ان هذه الرسالة "ستصدر شهادة وفاة لخريطة الطريق هذه الايام من خلال العرائض التي سيصدرها مجلسي الشيوخ والنواب". الرباعية و"المحميات" الاسرائيلية ويأتي نشاط اللوبي الصهيوني المضاد في واشنطن ردا على ما تتوقع اسرائيل حدوثه في بروكسل خلال اجتماعات اطراف اللجنة الرباعية التي من المنتظر ان تتصدر "خريطة الطريق" جدول اعمال مناقشاتها بمشاركة وزير الخارجية الاميركي كولن باول. وابلغت الولاياتالمتحدة الزعماء الاوروبيين امس في بروكسيل انها مصممة على تنفيذ "خريطة الطريق" التي طال انتظارها في الشرق الاوسط او خطة سلام، لكنها لا تستطيع فرضها على الاسرائيليين والفلسطينيين. وصرح مسؤول اميركي بان باول ابلغ الاوروبيين ان الولاياتالمتحدة تنوي تشجيع الخطة "كما هي" من دون تعديلات من اي من الجانبين. لكن المسؤول قال ان باول اضاف: "ارجوكم تفهموا انه لا يمكن نشرها فقط وتحدث امور سحرية كما انه لن يتم فرضها ... ستتطلب قدرا كبيرا من العمل لجعل الجانبين ينفذون خريطة الطريق، لكن الرئيس بوش ملتزم العمل بقوة جدا". واشارت المصادر الاسرائيلية نقلا عن مسؤولين غربيين الى ان المجتمعين في بروكسيل سيطرحون على الطاولة ما تقوم به اسرائيل من خطوات تنسف اسس هذه الخطة وما تهدف الى تحقيقه اي اقامة دولة ذات تواصل جغرافي وقابلة للحياة". والحديث يدور عن ما اكده الفلسطينيون مرارا وما تنبه الاوروبيون الى حدوثه في الاراضي الفلسطينية منذ اعادة احتلال مناطق السلطة قبل عام، حيث تحولت المدن السبع في الضفة الى "محميات" او "ميكروكسومات" على غرار "هوملاندز" للسود في جنوب افريقيا ما قبل التحرير تخضع كل "محمية" فيها تحت رحمة القائد العسكري الذي يشرف عليها. واشارت المصادر الى ان هذا الوضع نشأ بعد اعلان اسرائيل رسميا وقف العمل بلجان التنسيق والارتباط المدني الفلسطيني-الاسرائيلي في اطار تقويض السلطة. ووفقا لهذه الوضعية، بات الحاكم العسكري في كل مدينة فلسطينية هو "الملك" الذي يقرر ما اذا س"يمنح" المواطنين تصاريح مرور او "تسهيلات" للتنقل بين المناطق الفلسطينية حسب مستوى تجاوب هؤلاء.