كشفت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ان السناتور ريتشارد لوغر في مجلس النواب الاميركي تقدم بطلب تعديل قانون لدى وزارة الخارجية الاميركية يمنع اعتراف الولاياتالمتحدة بدولة فلسطينية مستقلة قبل تنفيذ الفلسطينيين سلسلة من الاشتراطات والمطالب تتطابق ومطالب اقصى اليمين الاسرائيلي المتشدد، ان لم تتجاوزها. واشارت الصحيفة في موقعها على الانترنت امس الى ان لوغر، وهو من الحزب الجمهوري عن ولاية انديانا قدم طلب التعديل قبل نحو اسبوع. وتشمل الاشتراطات اولا "عدم وصم السلطة الفلسطينية بالارهاب"، وثانيا "اثبات نشاط والتزام متواصل من جانب السلطة الفلسطينية للحرب ضد الارهاب"، وثالثا "جمع الاسلحة غير القانونية"، ورابعا "اقامة آلية امنية تتعاون مع المؤسسة الامنية الاسرائيلية". واوضحت ان مثل هذا الطلب يمكن ان يكتسب تأثيرا حقيقيا اذا ما ادخل هذا التعديل على "قانون التخصيصات". وتأتي هذه الخطة بالتزامن مع استعداد ما يزيد عن 250 عضوا في مجلس الشيوخ الكونغرس و75 سناتورا من مجلس النواب لتوجيه رسالة ممهورة بتواقيعهم جميعا الى الرئيس جورج بوش تطالبه بوضوح بعدم مطالبة اسرائيل بتنفيذ الاستحقاقات المترتبة عليها في اطار خطة "خريطة الطريق" الدولية لحل النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي وصولا الى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة العتيدة خلال عامين. وذكرت المصادر ذاتها ان عددا من كبار المؤيدين لاسرائيل في الكونغرس بدأوا قبل اسابيع في جمع التواقيع علي الرسالة بهدف استباق تداعيات نشر "خريطة الطريق" وتمكنوا من جمع تواقيع 250 عضوا في الكونغرس و75 سناتورا يطالبون بوش بوضوح بعدم ممارسة اي ضغط على الحكومة الاسرائيلية لتطبيق حصتها من الخطة قبل التنفيذ الفلسطيني لكامل الاستحقاقات الفلسطينية الواردة في هذه الخطة وفقا لما يطالب به رئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون وائتلافه الحكومي اليميني المتطرف. واوضحت ان لهذه الرسالة مغزى سياسيا ذا تأثير عال على الادارة الاميركية بسبب ارتفاع عدد الموقعين عليها. وكان المحلل السياسي الرئيس في الصحيفة المذكورة عكيفا الدار اكد في مقال له ان دوف فايسغلاس مدير مكتب شارون الموفد الى واشنطن قال لزوار مكتب رئاسة الحكومة الاسرائيلية: "اولا وقبل كل شيء على الفلسطينيين ان يثبتوا على مدى 3 الى 4 سنوات انهم تجاوزوا الارهابيين". ونقل عن فايسغلاس قوله ايضا لمسؤولين اميركيين انه في حين ان شارون "مستعد لتقديم تنازلات مؤلمة ... لكن هو فقط الذي سيقرر متى سيجري هذه التنازلات المؤلمة وليس اي شخص آخر بما في ذلك الرئيس بوش". ونقل كاتب المقال ايضا عن شارون قوله لمسؤولين عسكريين اسرائيليين: "كل ما نحتاجه هو 30 عاما". وفسر ذلك لمحدثيه: "ستتوصل التكنولوجيا الحديثة خلال 30 عاما الى بديل رخيص لمصادر الطاقة وستقيد اجنحة العالم العربي وتقل اهميتها للغرب".