لا يختلف وضع العراق عشية الحرب الأميركية عليه عن وضع المانيا النازية، عشية الحرب العالمية الثانية وحسب، بل يكاد الوضعان يتناقضان. وأوجه التناقض بينهما هي: - ان المانيا النازية مزَّقت المعاهدات الدولية التي كانت تقيدها تمزيقاً كاملاً. بينما العراق لا يزال مكبّلاً بالقرارات الدولية تكبيلاً ثقيلاً. - أعلنت المانيا جهاراً اعادة تسليح مناطقها المعزولة من السلاح، بينما العراق لا يزال الحظر سارياً على مناطقه المعزولة في الشمال والجنوب. - أعلنت المانيا النازية اعادة تسليح جيوشها البرية والجوية بالعتاد الثقيل، بينما يعلن العراق جهاراً أنه تخلّى عن أسلحته الثقيلة المحظورة. - قررت المانيا النازية انسحابها من عصبة الأمم احتجاجاً على قراراتها الدولية، بينما العراق لم ينسحب من الأممالمتحدة، ويسمح لمفتشيها بالبحث والتحرّي على أراضيه. - عملت المانيا النازية على ضم الأقاليم التي تسكنها أقليات المانية الى الرايخ الألماني، بينما انسحب العراق من الكويت مهزوماً منذ أمد بعيد، واعترف بأنه يحترم حدود الدول العربية وسيادتها. - كانت المانيا النازية عشية الحرب العالمية الثانية أقوى الدول الأوروبية قاطبة، أما العراق فإنه، عشية الحرب الأميركية، في منزلة أضعف دول الشرق الأوسط. لذلك فالدعم الفرنسي للعراق هو دعم لدولة مغلوب على أمرها، على عكس بريطانيا التي كانت تدعم المانيا النازية وهي في أقصى قوتها. فما هو الميزان السياسي الذي وضعت فيه "كوندوليزا رايس المانيا النازية والعراق على كفتيه المتساويتين؟ فلا شك أن رئيساً في البيت الأبيض مثل جورج بوش يستحق مستشارة مثل كوندوليزا، رايس تشير عليه قراراته الطائشة. طرابلسلبنان - بسام حمودة