باريس - رويترز - قال وزير الخارجية الأميركي كولن باول في حديث الى صحيفة "لوموند" الفرنسية نشر أمس، ان هدف واشنطن في العراق هو نزع الأسلحة وأن "الربط بين المفتشين وتغيير النظام" قد يكون وسيلة لتحقيق ذلك. وأضاف ان عودة المفتشين الذين غادروا العراق عام 1998 ليست هدفاً في حد ذاته "الهدف هو نزع الأسلحة. المفتشون وسيلة لتحقيق هذه الغاية. والقضاء على هذا النظام طريقة أخرى. قد يكون هناك دمج محتمل لوسائل عدة من أجل تحقيق الهدف". وقال باول ان على العالم أن يشعر بالصدمة من الطريقة التي انتهك بها العراق قرارات الأممالمتحدة المتعلقة بالتفتيش عن الأسلحة ومواصلته تطوير أسلحة كيماوية وبيولوجية ونووية. وأضاف: "الى أي مدى وصلوا العراقيون يجب ان نشترك في معلومات المخابرات التي لدينا ليكون للجميع وجهة نظرهم الخاصة". وزاد: "لا يقع عبء تقديم دليل على الولاياتالمتحدة. فعلى العراق التوضيح للعالم انه يعتزم ان يصبح دولة متحضرة لا دولة مارقة يرأسها مارق". وشكك باول الاربعاء في أن يوافق الرئيس العراقي صدام حسين على نظام تفتيش يتسق والمتطلبات الأميركية، إلا أن الأممالمتحدة عليها المطالبة به كوسيلة لحشد التأييد الدولي لاتخاذ مزيد من الخطوات اذا لزم الأمر. ويتناقض هذا الاتجاه مع وجهة نظر مسؤولين آخرين في الإدارة الاميركية مثل نائب الرئيس ديك تشيني الذي قال الاسبوع الماضي ان التفتيش قد يعطي احساساً زائفاً بالأمان من أن العراق قد نزع أسلحته. وأكد باول ان الولاياتالمتحدة تجري مشاورات مكثفة مع شركائها، وأضاف: "بدأت المشاورات وستزيد الآن مع انتهاء فصل الصيف إذ سندخل مرحلة اجتماعات الأممالمتحدة واجتماعات أخرى يجري التشاور خلالها". الى ذلك قالت مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس في ان الحرب الأميركية ضد الارهاب "ستنال كل الاهتمام اللازم بغض النظر عن أي عمل عسكري أميركي ضد العراق. وهزئت من أنباء أن توجيه ضربة للعراق سيؤثر سلباً في الحملة التي تشنها واشنطن على "الارهاب" بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر، وقالت: "التهديدات تهديدات... والحرب على الارهاب ستنال كل الاهتمام التي تحتاجه. اذا تعين علينا اتخاذ اجراء ضد العراق فإنه سيحصل أيضاً على الاهتمام الذي يحتاجه". وأضافت ان الرئيس الأميركي جورج بوش لم يتخذ قراراً بعد في كيفية اطاحة الرئيس العراقي صدام حسين. وقبيل خطاب بوش المرتقب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 أيلول الجاري قللت رايس من أهمية تحديد مهلة جديدة للعراق للالتزام بقرارات مجلس الأمن، وقالت: "سيجري الرئيس محادثات مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وسيتحدث مع زعماء آخرين عما هو معقول ونحن نمضي قدماً. ولكن يجب ألا تساورنا أوهام في أن غياب قرارات الأممالمتحدة هو ما وصل بنا الآن الى هذا الوضع".