أعلن الادعاء العام في محكمة لاهاي أمس، اعتقال فاتمير ليماي المسؤول الألباني البارز في كوسوفو، بتهم ارتكاب جرائم حرب، فيما كثفت السلطات في جنوب صربيا ومقدونيا من اجراءاتها الأمنية ضد "الارهابيين الألبان"، ما اعتبره المراقبون في بلغراد "مساومة أميركية مع الصرب والمقدونيين". ويتعلق اتهام ليماي بارتكاب جرائم في حق ما لا يقل عن 35 سجيناً صربياً وألبانياً كانوا معتقلين في معسكر "لابوشنيك" جنوب غربي العاصمة بريشتينا التابع ل"جيش تحرير كوسوفو" السابق وقتل 11 منهم بالرصاص. وكان ليماي من كبار قادة هذا الجيش. وذكرت وكالة أنباء "بيتا" التي تتخذ من بلغراد مقراً لها، ان ليماي كان غادر كوسوفو الأسبوع الماضي، واعتقل إما في سلوفينيا أو النمسا، ونقل الى لاهاي. كما وصل الألبان الثلاثة الذين اعتقلوا في كوسوفو الثلثاء الماضي الى مقر المحكمة أيضاً. وأعرب نائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش عن ترحيب بلغراد بحملة اعتقالات "مجرمي الحرب" في كوسوفو. وأكد ثقته في انها ستستمر ضد "الارهابيين" وخصوصاً كبار السياسيين الحاليين من قادة جيش تحرير كوسوفو السابق. جنوب صربيا الى ذلك، أبلغ مصدر ألباني في بريشيفو جنوب صربيا "الحياة" في مكالمة هاتفية، ان حملة الاعتقالات والمداهمات مستمرّة ضد السكان الألبان في بلديتي بريشيفو وبويانوفاتس. ونقل تلفزيون بلغراد عن وزير الداخلية الاتحادي زوران جيفكوفيتش، ان "قطعات من الجيش والشرطة تعمل معاً لوضع حد لانتشار الأسلحة جنوب صربيا". واعتبر ان الاجراءات في جنوب صربيا وكوسوفو، تمثّل "جدّية المجتمع الدولي في اتخاد خطوات مهمّة لإصلاح الأوضاع في المنطقة". مقدونيا من جهة أخرى، أنهت المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي جولتها البلقانية بزيارة مقدونيا أمس. وأكدت في تصريحات صحافية توافر معلومات بارتكاب جرائم حرب خلال الصراع المسلح المقدوني - الألباني قبل نحو عام ونصف العام. لكنها رفضت كشف الأسماء، مشيرة الى ان "الأمور ستتضح عند تسليم مذكرات اعتقال المتهمين الى السلطات". وتزامن مع جولة ديل بونتي البلقانية، اجتماع وزيري الدفاع: المقدوني فلادو بوتشكوفسكي وصربيا والجبل الأسود يوغوسلافيا فيليمير رادوييفيتش. وذكر بيان صدر عنهما ان اللقاء جاء ضمن التنسيق الأمني والعسكري المتّفق عليه بين البلدين، وخصوصاً "ضد الأعمال الارهابية في جنوب صربيا ومقدونيا وكوسوفو".