أكدت بلغراد عدم علمها بمكان القائد العسكري السابق لصرب البوسنة الجنرال راتكو ملاديتش المتهم بارتكاب جرائم حرب، فيما شددت على رفضها أي حل يمنح كوسوفو الاستقلال، ووصفت وسائل الإعلام المحلية المحادثات التي جرت في اليومين الماضيين مع المسؤولين الصرب في شأن هاتين المشكلتين بأنها كانت اشبه "بحوار طرشان". وغادرت المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي بلغراد أمس، من دون أي نتيجة ايجابية في شأن طلبها اعتقال 18 متهماً صربياً بينهم ملاديتش، وتزويد المحكمة وثائق تتعلق بحروب كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، على رغم تهديدها بأن تقريرها الى مجلس الأمن في التاسع من الشهر الجاري لن يكون في مصلحة "اتحاد صربيا والجبل الأسود". وأبلغت الناطقة باسم المدعية العامة فلورانس ارتمان الصحافيين في بلغراد، أن ديل بونتي أوضحت للمسؤولين الذين تحدثت معهم، ان ملاديتش "يتنقل في صربيا، ولا يمكن السماح له ولغيره بالتهرب من المحاكمة، وانها لن تقتنع بأي ادعاءات لوثوقها من المعلومات التي تملكها". وفي المقابل، أفاد رئيس الحكومة الصربية زوران جيفكوفيتش للصحافيين، ان ديل بونتي "تعطي الوعود دائماً بمحاكمة قادة جيش تحرير كوسوفو الذين ارتكبوا جرائم، ولكن كل ذلك يبقى أقوالاً من دون تنفيذ". ومن جهة أخرى، انتقل المبعوث الأميركي السابق الى منطقة البلقان ريتشارد هولبروك برفقة رئيس الإدارة الدولية السابق لكوسوفو الفرنسي بيرنار كوشنير، من بلغراد الى بريشتينا عاصمة كوسوفو بعدما اخفقا في الحصول على ضوء أخضر من الزعماء الصرب في شأن إمكان موافقتهم على صيغة للاستقلال الكامل للاقليم. وذكر تلفزيون بلغراد ان الجواب الذي حصل عليه هولبروك وكوشنير من المسؤولين الحكوميين وزعماء المعارضة، كان واحداً، وهو ان "استقلال كوسوفو، تحت أي ذريعة، سيؤدي الى استمرار التغيير في حدود دول المنطقة، ما يعني التحريض على اندلاع حروب جديدة وتصاعد طلبات صرب البوسنة وغيرهم بالانفصال". وازاء هذا الوضع، دعا هولبروك وكوشنير في بريشتينا، بعد لقاءاتهما مع زعماء ألبان وصرب الاقليم، الى استمرار بقاء قوات حلف شمال الأطلسي في كوسوفو. وقال هولبروك: "إذا غادر الجنود الأميركيون كوسوفو، فإن ذلك سيكون خطأ كبيراً ترتكبه الإدارة الأميركية".