} اخفق المسؤولون الدوليون في كوسوفو، في اقناع المقاتلين الألبان جنوب صربيا وشمال مقدونيا، بالكف عن شن الهجمات والانسحاب الى مواقعهم، فيما يتوقع ان تبدأ اليوم الأحد عودة القوات اليوغوسلافية الى جزء من المنطقة العازلة، على الرغم من تهديدات المتشددين الألبان بالتصدي لها. في حين نقل وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الى سكوبيا عاصمة مقدونيا تأييداً كاملاً من الاتحاد الأوروبي ودول حلف الاطلسي. رفضت غالبية المجموعات المسلحة الألبانية الانسحاب من المنطقة المنزوعة السلاح عرضها خمسة كيلومترات المحاذية للحدود الشرقية لاقليم كوسوفو "في مقابل ضمان أمن افرادها وعدم التعرض لهم او ملاحقتهم". وجاء الرفض، على الرغم من الاجتماع، الأول من نوعه، الذي عقده قائد قوات حفظ السلام كفور في كوسوفو الجنرال كارلو كابيجوزو مع قائد "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفجيا" شوكت موسيلو الذي أعلن هذا الرفض، مشيراً الى ان انتشار القوات اليوغوسلافية في المنطقة العازلة سيؤدي الى كثير من الضحايا وقال: "اننا مصممون على الدفاع عن انفسنا". واعتبر المراقبون، ان هذا الرفض كان متوقعاً، لأن الانسحاب الذي طُلب منهم، يتعارض مع الاهداف التي كان اعلنها هؤلاء المقاتلون بضم مناطق من جنوب صربيا الى "دولة كوسوفو المستقلة". وكان وزير الداخلية اليوغوسلافي زوران جيفكوفيتش، اعلن ان القوات اليوغوسلافية، ستبدأ اعتباراً من اليوم الأحد، بالعودة الى المنطقة العازلة "بالتنسيق مع قوات كفور والحكومة المقدونية". ووجه جيفكوفيتش، في مؤتمر صحافي عقده في بلغراد، الاتهام الى قوات حفظ السلام، في شأن اندلاع المواجهات جنوب صربيا وشمال مقدونيا "لأنها لم تراقب الارهابيين، الذين ليس مستغرباً ان تكون لديهم دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى". وتزامن الاعلان اليوغوسلافي مع رفض المقاتلين الألبان الانسحاب، وشنوا هجمات واسعة على جنوب صربيا وشمال مقدونيا، اسفرت في منطقة "لوتشاني" القريبة من الحدود الشرقية لاقليم كوسوفو، عن سقوط أربعة من عناصر الشرطة الصربية بين قتيل وجريح، اضافة الى جرح ثلاثة مدنيين وخطف خمسة آخرين ومحاصرة موقتة لنائب رئيس الحكومة الصربية نيبويشا تشوفيتش. وجاءت هذه الهجمات، بعد ساعات من اعلان الوزير اليوغوسلافي للأقليات العرقية راسم لياييتش عن احتمال توقيع اتفاق اطلاق النار أمس تحت اشراف الحلف الاطلسي، لانهاء المواجهات. مقدونيا وفي مقدونيا، تواصل اطلاق النار في شمال البلاد، القريب من اقليم كوسوفو، وذكرت مصادر وزارة الدفاع المقدونية، ان المقاتلين الألبان "استخدموا المدفعية والأسلحة الرشاشة في هذه المعارك". وقال احد قادة "جيش التحرير الوطني" لألبان مقدونيا، امس أ ف ب ان الجيش والشرطة المقدونيين "لن ينجحا أبداً في اخراج مقاتلي جيشنا" من المواقع التي يحتلونها شمال غربي البلاد. وطلب هذا المسؤول عدم الكشف عن اسمه او اسم القرية التي اقامت فيها حركته مقر قيادتها الجديد لمنطقة "ليبكوفو 20 كيلومتراً شمال غربي سكوبيا" بعدما اخرجها العسكريون الاميركيون العاملون في اطار حفظ السلام المتعددة الجنسيات كفور في كوسوفو من معقلها في قرية "تانوشيفتسي" التي تقع غرباً. ويؤكد "جيش التحرير الوطني" في المقابل انه لم يفقد سوى اثنين من قواته منذ بدء الاضطرابات في المنطقة. وأضاف ان هذه الحركة المسلحة، لا تسعى ابداً الى انشاء "البانيا الكبرى". والى ذلك قال مسؤول آخر في "جيش التحرير الوطني" يلقب الهندي: "لا تهمنا الحدود ولا نسعى الى تعديلها، غير ان على مقدونيا ان تعرف انه، اذا لم تتخذ اجراءات فورية لصون حقوقنا، فان الحرب ستعم كل ارجاء البلاد". وأشار الى انه "توجد لائحة من مطالب محددة تتم صياغتها وستقدم في الوقت المناسب". وأضاف: "نحن جيش حقيقي"، رافضاً وصفهم ب"المتمردين" أو "الارهابيين". وأفاد مصدر مقرّب من هذه الميليشيا الألبانية انها تعد حوالى أربعة آلاف مقاتل موزعين في مناطق عدة في مقدونيا، وخصوصاً في معقل الحركة في منطقة تيتوفو غرب مقدونيا حيث نشأت أساساً. ويذكر ان الألبان يستخدمون عبارة "الحقوق الألبانية المشروعة" تجنباً لعبارة "البانيا الكبرى" الممقوتة دولياً بسبب استخدامها الشائع في اصطلاحات مماثلة في البلقان منها: صربيا الكبرى وكرواتيا الكبرى وبوسنة الكبرى. حلف الأطلسي وأعرب الحلف الاطلسي عن تردده في تلبية طلب الحكومة المقدونية بانشاء منطقة عازلة داخل اراضي كوسوفو المحاذية للحدود مع مقدونيا. واعتبر المراقبون هذا التردد انه ناتج عن العجز الذي لازم قوات كفور في السيطرة على المنطقة العازلة وتجنبها الدخول في اشتباكات مع الجماعات المسلحة. ورفض أ ف ب الأمين العام للحلف جورج روبرتسون فكرة تسيير دوريات لقوات حفظ السلام التي يقودها الحلف في المنطقة العازلة بين كوسوفو وصربيا، والتي يستخدمها متطرفون ألبان لشن هجمات على القوات المقدونية. وقال: "من غير المعقول ارسال اشخاص الى هذا القفص". فرنسا وزار وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين امس العاصمة المقدونية سكوبيا، واجتمع مع الرئيس المقدوني بوريس ترايكوفسكي ومسؤولين آخرين في الحكومة المقدونية اضافة الى الزعيم الألباني في مقدونيا اربن جعفيري، رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" في مقدونيا المشارك في الحكومة الائتلافية المقدونية بخمسة وزراء. وأكد فيدرين حرص بلاده على "استقرار مقدونيا وسلامة ووحدة أراضيها". وأعلن معارضة فرنسا ودول الاتحاد الأوروبي للجماعات المسلحة التي تثير المشاكل في مقدونياوجنوب صربيا، ووصف ما يحدث في شمال مقدونيا بأنه "مشكلة حقيقية". وطلب فيدرين من جعفيري وغيره من السياسيين الألبان في مقدونيا الوقوف بحزم ضد المجموعات التي تثير المشاكل في المنطقة، أياً كان العرق الذي تنتمي اليه. وقال في تصريح صحافي في سكوبيا: "لا نريد ان نتيح لمجموعات تستخدم وسائل ارهابية ان تهدد استقرار المنطقة". وأعلن في ختام لقائه نظيره المقدوني سردان كريم ان مقدونيا تلقى "دعماً كاملاً ومتسقاً".