دخلت محادثات التسوية السلمية في مقدونيا مرحلة حاسمة وسط تزايد الشكوك في امكان خروجها باتفاق شامل، فيما تجددت هجمات المقاتلين الألبان على دوريات الشرطة جنوب صربيا. أفاد مصدر قريب من الوسيط الأميركي جيمس بارديو، أن المحادثات بين قادة الأحزاب المقدونية والألبانية، تواصلت في صورة مكثفة أمس السبت في منتجع "أوخريد" السياحي، وركزت على "اصلاح نظام الشرطة والأمن، الذي يطالب الألبان به". وتوقع المصدر ظهور نتائج ما تم التفاوض في شأنه، بخصوص مطالب الألبان الخاصة بالتعديلات الدستورية التي تمنحهم مزيداً من الحقوق، وتجنيب البلاد حرباً أهلية، خلال اليوم أو صباح غد الاثنين. وأعرب مفوض منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، المكلف شؤون الأقليات، الذي يحضر المحادثات ماكس فان درشتول عن نفاد صبره من بطء المفاوضات بين الطرفين المقدوني والألباني، وأكد ضرورة "تسريع الوتيرة". وأعلن عضو وفد التفاوض المقدوني فلادو بوبوفسكي، أن الألبان يطالبون بانشاء قوات شرطة محلية في البلديات التي يشكلون فيها الغالبية السكانية، تكون مستقلة عن الحكومة المركزية ويتم توزيعها العرقي بحسب الشكل القائم في كل بلدية على حدة، حيث تكون نسبة الألبان في تيتوفو 80 في المئة من مجموع هذه القوات. وأضاف، اما الطرف المقدوني فإنه يرى ان يتشكل جهاز الشرطة بصورة شاملة لكل مقدونيا، بحسب نسبة الاحصاءات الرسمية حوالى 23 في المئة للألبان للتوزيع العرقي في البلاد، في حين تكون قيادة الجهاز في البلديات ذات الكثافة السكانية الألبانية من خلال قيام وزير الداخلية بترشيح ثلاثة ضباط تختار أحدهم سلطات البلدية ليتولى منصب القيادة. وأكد بوبوفسكي ان الطرف المقدوني لا يمكن أن يقبل بأن تفقد الحكومة سيطرتها على قوى الشرطة والأمن في أي مكان من مقدونيا "لأن ذلك يعني عدم وجود نظام أمني في البلاد". مطلب الباني والى ذلك، ذكر التلفزيون الرسمي في سكوبيا ان رئيس "الحزب الديموقراطي الألباني" اربن جعفيري المشارك في المحادثات يريد أن يطبق نموذج "فيلق حماية كوسوفو" الذي ضم مقاتلي "جيش تحرير كوسوفو" في مقدونيا، حيث يكون قوامه الرئيسي من عناصر "جيش التحرير الوطني" الذي يقود المقاتلين الألبان في مقدونيا. واعتبر التلفزيون طلب جعفيري غير واقعي "بسبب اختلاف الوضع بين مقدونيا وكوسوفو". وتوقعت مصادر مطلعة ان يصل منسق الشؤون الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اليوم الأحد الى "أوخريد" في محاولة للمساعدة في تجاوز المعوقات التي تعترض ابرام اتفاق سلام بين الطرفين المقدوني والألباني. جنوب صربيا أعلن مصدر حكومي في بلغراد، أن شرطيين صربيين قتلا وجرح آخران، عندما أطلق مسلحون النار عليهم اثناء قيامهم بأعمال الدورية في قرية "موهوفاتش" في جنوب صربيا الواقعة على بعد 16 كيلومتراً شمال مدينة "بويانوفاتس" التي نشط فيها "جيش تحرير بريشيفو وميدفيجا وبويانوفاتس" حتى نهاية أيار مايو الماضي، مستغلاً الفراغ الأمني في المنطقة المنزوعة السلاح الى الشرق من اقليم كوسوفو التي عرضها خمسة كيلومترات. ومعلوم ان قرية موهوفاتش، هي معقل محمد جمايلي، أحد القادة الأكثر تطرفاً اثناء الحركة الألبانية جنوب صربيا. وهذا أول حادث خطير منذ توقف القتال الذي دام أكثر من سنة في المنطقة بوساطة من حلف شمال الأطلسي. وتزامن الحادث مع اقرار الحكومة في بلغراد برنامجاً طموحاً لحل مشكلات كوسوفو، وانشأت لهذه الغاية مركز تنسيق "لإقامة نوع من الثقة والتعاون" بين المجتمع الدولي وصرب كوسوفو ومنع "مطالبة ألبان الاقليم بالاستقلال"، وهو ما اعتبره ألبان الاقليم ب"الاستقلال" وهو ما اعتبره البان كوسوفو "استفزازاً ومحاولة لتقسيم الاقليم". جنجيتش وعلى صعيد آخر، استبعد رئيس الحكومة الصربية زوران جنجيتش ان تقوم بلغراد بتسليم رئيس صربيا ميلان ميلوتينوفيتش المتهم بارتكاب جرائم حرب الى محكمة لاهاي. ونقل تلفزيون بلغراد عن جنيجيتش قوله "ان ميلوتينوفيتش يتمتع بحصانة اعتماداً على منصبه الحالي كرئيس لصربيا".