أشار مفوض الأمين العام للأمم المتحدة للمسألة القبرصية الفارو دي سوتو الى احتمال ان تضطر الأممالمتحدة الى تقديم مسودة حل جديدة ثالثة، تختلف في بعض تفاصيلها عن سابقتيها، وذلك بعد فشل الطرفين القبرصيين التركي واليوناني في الاتفاق على صيغة حل مشتركة او البناء على مسودتي الحل السابقتين. ويلتقي اليوم الاثنين الزعيمان القبرصيان: التركي رؤوف دنكطاش واليوناني غلافكوس كليريديس بحضور دي سوتو في قبرص، لاستئناف المفاوضات التي دخلت في مرحلة حرجة بعدما أعرب كليريديس عن رأيه في ان التوصل الى حل نهائي بحلول 28 الشهر الجاري، اصبح ضرباً من الخيال، واقتراحه قبول مسودة الحل الأممي كما هي من دون تعديل، كحل وسط، طالما ان كلاً من الطرفين رفض حتى الآن كل التعديلات التي عرضها الطرف الآخر. كذلك اثارت تصريحات كليريديس الأسبوع الماضي ان المسودة الأممية تقضي بقيام دولة قبرصية واحدة ذات سيادة موحدة لا تتجزأ وشعب قبرصي واحد، استياء الطرف القبرصي التركي الذي يصر على الحصول على سيادة على جزء منفصل من الجزيرة. ودعا دنكطاش يوم الجمعة الماضي البرلمان القبرصي التركي لعقد جلسة طارئة وسرية عن الوضع الراهن لدرس الرد التركي في حال عرض كليريديس فعلاً قبول المسودة الأممية كما هي من دون تعديل. ورأى مراقبون ان التعديلات التي تقدمها الأممالمتحدة على مسودة الحل تبدو ملزمة في شكل اكبر لكلا الطرفين، لأن الطرف الذي لا يقبل ما تأتي به الأممالمتحدة يعتبر غير متعاون، فيما يبدو من الأسهل على الطرفين رفض التعديلات التي يقترحها الطرف الآخر. ومع ازدياد الوضع سوءاً في المفاوضات التي قال عنها كليريديس أنها تجرى "في جو مشحون وخشن"، بدأت تصريحات كليريديس تأخذ طابعاً اكثر حدة، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في قبرص اليونانية نهاية الشهر الجاري، وهو امر يلقى رد فعل غاضب من الجانب القبرصي التركي ويزيد صعوبة التوصل الى تفاهم وحلول وسط. من جانبه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان رئيسي الوزراء التركي عبدالله غل واليوناني كوستاس سيمتس، الى المساعدة في التوصل الى حل سريع للقضية القبرصية قبل الموعد المحدد لذلك نهاية الشهر الجاري. ووجه أنان دعوة الى غل وسيمتس للتوجه الى نيويورك وإجراء مباحثات هناك من اجل الضغط على الطرفين القبرصيين، ودفعهما باتجاه تقديم تنازلات متبادلة للتوصل الى حل.