نيقوسيا - أ ف ب - انتقد زعيم القبارصة الاتراك رؤوف دنكطاش أمس، الخطة المعدلة لتسوية القضية القبرصية التي عرضتها الأممالمتحدة، معتبرًا أن الوثيقة الجديدة "لم تهدئ مخاوفه"، فيما تظاهر نحو عشرة آلاف من القبارصة الأتراك في القطاع الشمالي التركي من العاصمة نيقوسيا، دعمًا لدنكطاش واحتجاجًا على خطة إعادة توحيد قبرص التي قدمها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وتجمع المتظاهرون تلبية لدعوة العديد من المنظمات غير الحكومية في إحدى ساحات المدينة المقسمة إلى شطرين، ورفعوا الأعلام التركية وأعلام "جمهورية شمال قبرص التركية". وحمل المتظاهرون وبينهم الكثير من الشبان لافتات كتب عليها: "نثق بدنكطاش" و"نعم للسلام ولا لخطة أنان". ويعترض دنكطاش على اقتراح في الخطة يقضي بخفض مساحة القطاع الشمالي التركي وعودة بعض اللاجئين القبارصة اليونانيين إلى شمال الجزيرة. وأفاد مصدر قريب من المفاوضات أن كليريديس يرغب برفع عدد اللاجئين القبارصة اليونانيين الذين سيتاح لهم فرصة العودة إلى القطاع الشمالي من 85 ألفًا إلى مئة ألف أي نصف عدد لاجئي 1974، تاريخ تقسيم الجزيرة. وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة ألفارو دي سوتو قدم إلى زعيمي المجموعتين القبرصيتين التركية واليونانية صيغة معدلة للخطة التي قدمتها الأممالمتحدة لإعادة توحيد قبرص، وذلك في ضوء الملاحظات التي أبدتها المجموعتان على الخطة الأساسية. وكانت الأممالمتحدة والديبلوماسية الغربية ضاعفتا جهودهما من أجل التوصل إلى اتفاق بين المجموعتين القبرصيتين اليونانية والتركية، لإعادة توحيد الجزيرة قبل عقد قمة كوبنهاغن الأوروبية التي ستصادق على انضمام قبرص إلى الاتحاد الأوروبي. وجاء ذلك في ضوء تشديد اليونان على ضرورة حصول قبرص على الضوء الاخضر لانضمامها إلى الاتحاد الأوروبي خلال قمة كوبنهاغن، وتهديدها المبطن باستخدام الفيتو في وجه توسيع الاتحاد ليضم عشر دول جديدة، إذا لم يتم ذلك. وجاءت مواقف الرئيس القبرصي غلافكوس كليريديس 83 عامًا وخصمه دنكطاش 77 عامًا لتقوض فرص التوصل إلى حل. وأفادت مصادر قريبة من المفاوضات أن الاتفاق بين الطرفين "غير مرجح". وأعلن الاتحاد الأوروبي أكثر من مرة أنه يفضل ضم جزيرة قبرص موحدة، غير أنه أكد أيضًا أنه سيقبل الجانب اليوناني الجنوبي المعترف به دوليًا الذي تجرى معه مفاوضات الانضمام منذ ثلاثة أعوام.