بعد نحو ثلاثة أشهر ونصف شهر عاد الزعيمان القبرصيان التركي رؤوف دنكطاش واليوناني غلافكوس كليريديس الى طاولة المفاوضات في حضور ممثل الأممالمتحدة الفارو دي سوتو، معلنين بذلك بداية ماراثون مفاوضات سيستمر حتى 28 شباط فبراير المقبل من دون انقطاع، وسط تحفظات لدى الجانبين عن خطة الأممالمتحدة لانهاء الصراع في الجزيرة. وخرج دنكطاش بعد الاجتماع الذي عقد في منزل مساعد مفوض الأممالمتحدة على الخط الاخضر الذي يفصل شطري العاصمة نيقوسيا واستمر ثلاث ساعات ونصف ساعة، ليؤكد ان لدى كل من الجانبين اعتراضات على مسودة الحل التي طرحها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان على الجانبين كقاعدة اساسية لصوغ حل دائم للقضية القبرصية من اجل توحيد الجزيرة ودخولها الاتحاد الاوروبي. وأشار الى صعوبة التوصل الى حل للقضية قبل 28 شباط، مؤكداً انه لن يوقع اي اتفاق قبل عرضه على البرلمان واستفتاء القبارصة الاتراك حوله، وهو الموقف الذي يقلق أنان الذي كان يأمل بالحصول على توقيع الزعيمين القبرصيين اولاً ليشجع ذلك الشعب القبرصي على قبوله. وقال دنكطاش ان التظاهرات التي تنظمها المعارضة ضده تضعف موقفه التفاوضي، كما ان وضع جدول زمني للمفاوضات ينتهي في آخر شباط لا يشجع غريمه كليريديس على تقديم تنازلات بل "يدفعه الى التهرب وإضاعة الوقت". وأضاف ان اللجان الفنية تعمل ليل نهار من اجل التوفيق بين القوانين المعمول بها في الشمال التركي والجنوب اليوناني من اجل الخروج بصيغة وسط لدستور جديد يرضي الطرفين. وأوضح ان ذلك يستدعي درس الجانب التركي نحو 600 اتفاق وقعها الجانب اليوناني مع الاتحاد الاوروبي وهو ما لا يمكن تحقيقه خلال شهر ونصف شهر. الى ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة زعيم القبارصة الأتراك الى الاصغاء لصوت شعبه الذي يتظاهر مطالباً بحل سريع للمسألة. من جهته، طالب رئيس البرلمان التركي بولنت آرتش الذي يقوم بجولة بين مدن شمال قبرص التركية بدعم دنكطاش اثناء المفاوضات وعدم التخلي عنه، على رغم انه وصف التظاهرات المنددة بموقف دنكطاش أول من أمس بأنها افراز طبيعي للديموقراطية. في غضون ذلك يزداد التوتر بين الاوساط المؤيدة والمعارضة لمسودة الحل الدولي بين القبارصة الاتراك، اذ تقع مشادات كلامية يومياً بين جماعات منهم شهد آرتش احداها في مدينة غوزال يورت حيث تظاهر العشرات من الجانبين امام الفندق الذي يقيم فيه وتبادلوا الاتهامات بالخيانة والعمالة.